السعودية وسوريا تجريان محادثات لإعادة الخدمات القنصلية

بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، تجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس الخميس.

وتأتي المباحثات بين السعودية وسوريا في أعقاب اتفاق بين الرياض وطهران التي تدعم النظام السوري عسكريا وسياسيا منذ بداية النزاع، على استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال فترة 3 أشهر، بعد قطيعة استمرت 7 سنوات بين القوتين الإقليميتين.

ونقلت قناة “الإخبارية” الحكومية عن المسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.

وكانت المملكة أغلقت سفارتها في دمشق، وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في مارس 2012، بعد نحو عام من اندلاع النزاع في سوريا، حيث دعمت الرياض الجماعات المعارضة للنظام وللرئيس السوري بشار الأسد.

وزار الأسد مؤخرا الإمارات وسلطنة عمان، علما أنه لم يزر أي دولة عربية أخرى منذ بداية النزاع في بلده.

وأكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنظيره السوري في أبوظبي ضرورة عودة دمشق “إلى محيطها العربي”، وسط جهود لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولد في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا الشهر الماضي قد يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد مرور أكثر من عقد على بدء النزاع.

وصرح الأسد في حديث مع تلفزيون “آر تي” الروسي خلال الأسبوع: “لم تعد الساحة السورية مكان صراع إيراني-سعودي” معتبرا أن الاتفاق بين هاتين القوتين الإقليميتين شكل “مفاجأة رائعة”.

وأضاف: “السياسة السعودية أخذت منحى مختلفا تجاه سوريا منذ سنوات”.

وقال وزير الخارجية السعودي مؤخرا إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد في التعامل مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الزلزال.

بيئة أكثر استقرارا
والأسبوع الماضي، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية صحافيين في الرياض بأن “الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ونحن بحاجة إلى التفكير في طرق للتواصل والتواصل مع سوريا”.

وأوضح: “بالطبع عرضنا وساهمنا بشكل كبير في الاستجابة الإنسانية بعد الزلزال. حتى قبل ذلك واصلنا تقديم المساعدات الإنسانية لأشقائنا في سوريا وجميع أنحاء سوريا. لكننا ما زلنا نتشاور مع الدول العربية الشقيقة في هذا الصدد”.

في المقابل، أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء معارضتها تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين: “لن نطبع العلاقات مع نظام الأسد”، مشددا على أن الإدارة الأمريكية لا تشجع أحدا على هذا التطبيع بغياب أي تقدم حقيقي نحو حل سياسي.

وتابع المتحدث: “نحض جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون”.

وتمكن الأسد بدعم من روسيا من استعادة السيطرة على غالبية مناطق سوريا بعد النزاع الذي أوقع نصف مليون قتيل وهجر نصف سكان البلاد، وشهد صعود تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتستبعد الولايات المتحدة بموجب قانون محلي تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا في ظل حكم الأسد قبل المحاسبة عن الانتهاكات.

وبالإضافة إلى دول عربية، اتخذت تركيا المجاورة لسوريا، والتي تدعم فصائل تقاتل القوات الحكومية السورية، مؤخرا خطوات باتجاه إصلاح العلاقات.

وقال الباحث في مجموعة يوروآسيا أيهم كامل إن “التركيز الأخير من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على إصلاح الخلافات مع الجيران، يعكس رغبته في التركيز على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المحلية”.

وتابع: “أجندة التطوير الاقتصادي المحلي تتطلب بيئة أكثر استقراراً.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة.. إصابة عسكريين بتحطم مروحية عسكرية

أفادت قناة KKTV الأمريكية بإصابة عسكريين اثنين بتحطم مروحية AH-64E Apache كانت في تحليق تدريبي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض