وفاة الشاعر المصري حسن توفيق بعد صراع طويل مع المرض

221979

توفي الشاعر المصري حسن توفيق، وذلك عن عمر يناهز الثلاثة والسبعين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، انتقل على إثره إلى جوار ربه ، بعدما أثرى الحياة الثقافية بالعديد من الأعمال الإبداعية عموماً، والشعرية خصوصاً.

واستمد الفقيد الراحل هذا المقال من المثل الشعبي المصري، والذي أرجع معناه إلى أن أبناء المهنة الواحدة لا يحبون بعضهم، “والحقيقة أن هذا ما نلاحظه في عالمنا العربي عموما وفي مصر خصوصا، فمن النادر أن نجد طبيباً ناجحاً يمدح طبيباً آخر لا يقل عنه في مستوى النجاح، ومن الصعب أن نجد مهندسا بارعا يتحدث – بحب – عن سواه من المهندسين البارعين، أما الشعراء فإنهم يتصافحون وقد يتعانقون حين يلتقون في الأمسيات التي تجمعهم، لكن كل شاعر منهم يتصور في قرارة نفسه أنه الأعظم والأروع، وأن الآخرين أقل مرتبة منه!”.

وانطلق توفيق من هذا التعريف إلى التأكيد على أن هناك الكثير من المكائد، والتي دبرها الشعراء اللؤماء في زمان المتنبي، لكي يسيئوا إلى هذا العبقري، “لكنه كان يواجه كل مكيدة ببيت واحد أو عدة أبيات من قصيدة، تريهم كم هم أقل منه شأنا ومرتبة وموهبة، حيث يتعثرون ويرتبكون بمجرد أن يصرخ هو فيهم صرخة واحدة من صرخاته الحادة المدوية”.

وكانت آخر الأعمال الإبداعية للفقيد الراحل، ديوانه الشعري المعنون “حلم يتفتح في صخر”، والذي أصدرته إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث، وضم الديوان مجموعة كبيرة من القصائد المتميزة متعددة الأغراض، وصدر له سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، والذي قال في تقديمه: إن القصيدة العربية العمودية احتفظت بمكانتها على مرّ العصور، وفي بداية القرن العشرين أخذت أشكالاً متعددة بهدف التجديد، لكنها ظلت محتفظة بمكانتها في النفس العربية، ولم يتبقّ من الأشكال التي استحدثت وقتذاك سوى قصيدة التفعيلة التي كان حفاظها على موسيقاها وتحررها من القافية من أهم أسباب استمرارها، مشيراً إلى أن الشاعر حسن توفيق مزج في ديوانه بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، “تاركاً لهاجسه الشعري اختيار الشكل الذي تظهر به القصيدة دون تكلف، ولعل هذا يجعل القصيدة معبّرة تعبيراً أكثر دقة عمّا يجول في نفس الشاعر”.

وخلال هذا العمل، قسم الفقيد الراحل ديوانه عروضياً وفقاً للبحور التي كتبت عليها، فضم الديوان ست قصائد من تفعيلة المتدارك “فعلن”، وأربع قصائد من الرمل “فاعلاتن”، وتسع قصائد من المتقارب “فعولن”، وقصيدتين من الوافر “مفاعلتن مفاعلتن فعولن”، وثماني قصائد من الكامل “متفاعلن”، وأربع قصائد من السريع “مستفعلن مستفعلن فاعلن”، وقصيدتين من بحر البسيط “مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن”، وقصيدة واحدة من مجزوء البسيط “مستفعلن فاعلن فعولن”، وقصيدة واحدة قُلب فيها ترتيب تفعيلتي بحر البسيط لكي تصبحا “فاعلن مستفعلن بدلاً من “مستفعلن فاعلن”، وثلاث قصائد من بحر المنسرح “مستفعلن فاعلن مفاعلتن”.

ومن بين أعماله أيضا ديوانه “الأعمال الشعرية”، الصادر في عام 1998، وحمل هذا الديوان عدة قصائد شعرية حملت عناوين “خضنا، فتحي وأنا، سنة فاشلة على المستوى الدراسي”.

ويعرف أن الفقيد الراحل عاش في الدوحة منذ عام 1979 حتى 2009، وكان يشرف على الصفحة الثقافية في صحيفة “الراية”، ومن دواوينه: الدم في الحدائق (1969)، أحب أن أقول لا (1971)، الأعمال الشعرية (1998)، وردة الإشراق (2005)، أحبك أيها الإنسان (2008).

ومن إصداراته في الدراسة والتحقيق: اتجاهات الشعر الحر (1970)، إبراهيم ناجي – قصائد مجهولة (1978)، شعر بدر شاكر السياب – دراسة فنية وفكرية (1979)، أزهار ذابلة وقصائد مجهولة للسياب (1980)، الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور إبراهيم ناجي (1996)، مختارات من الشعر العربي في القرن العشرين –القسم الخاص بشعراء قطر (2001)، محمد بن خليفة العطية شاعراً وإنساناً – تحرير وتقديم (2004).

ولد الراحل حسن توفيق في 31 أغسطس عام 1943 في القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق لجامعة القاهرة في عام 1965 وحصل شهادة البكالوريوس، وفي عام 1978 حصل على شهادة الماجستير. نال جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عن ديوان “انتظار الآتي” مصر سنة 1990، كما نال جائزة أفضل قصيدة عن مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.

شاهد أيضاً

وفاة “عمدة الدراما المصرية” صلاح السعدني

توفي اليوم الجمعة الفنان القدير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما. وابتعد السعدني عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض