أحيت أمطار غزيرة هطلت أخيرا بحيرات وبركا مائية كانت قد نضبت لسنوات بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة في صحاري جنوب المغرب الشرقي، في ظاهرة استثنائية أعادت الارتياح إلى سكان هذه الواحات السياحية وزوارها.
غيرت هذه الهدية النادرة المنظر العام للمنطقة، حيث صارت البحيرات تتخلل كثبان الرمال كما في ضواحي مدينة مرزوكة، الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الرباط.
وأدخلت البهجة على سكان المدينة. ويقول أحدهم ويدعى كريم صدوق: «جاءت هذه الأمطار في وقت حساس بعدما صار الماء نادرا، ومكنت من إحياء تراثنا الطبيعي وتلبية حاجيات السكان من الماء».
ويستطرد المرشد السياحي يوسف آيت شيغا «نحن جد سعداء بعد الأمطار الأخيرة»، بينما يقود مجموعة من السياح الألمان للتنزه في بحيرة ياسمينة الممتدة عند سفح كثبان رملية.
علما أن هذه البحيرة ظلت جافة «منذ العام 2016»، وفق شهادات سكان محليين.
لكن المفاجأة جاءت من الجنوب والجنوب الشرقي في سبتمبر حين هطلت أمطار غزيرة، سببت أيضا فيضانات أودت بحياة ما لا يقل عن 28 شخصا.
فقد تأثرت تلك المناطق الصحراوية وشبه القاحلة بظاهرة مناخية نادرة تمثلت في «صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، وتلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال»، وفق مديرة الأرصاد الجوية.
وتتوقع المديرية أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية القصوى «متواترة أكثر فأكثر»، مرجعة ذلك «جزئيا إلى تأثيرات التغير المناخي الذي يدفع الكتل الجوية المدارية نحو الشمال».
وتبعث عودتها البهجة في نفوس القرويين على الخصوص، تماما كما أبهجت السائح الفرنسي جان مارك بيروكويرغوين (68 عاما) الذي يتردد بانتظام على منتجعات مرزوكة.