رغم أن سرطان المثانة أقل انتشارا من سرطان البروستاتا، لكنه لا يزال يحتل المرتبة الخامسة عالميا ومكانته بين قائمة اول عشر سرطانات انتشارا في الكويت. وخطورته تكمن في ارتفاع فرصة الوفاة إن تم تشخيصه متأخرا.

من جانبه، شرح د. عادل الحنيان، بروفيسور المسالك البولية وعلاج الذكورة ونائب مدير جامعة الكويت لمركز العلوم الطبية قائلا: «يعتبر سرطان المثانة أحد الأمراض القاتلة والصامتة، فيمكن لورم خبيث في المثانة أن ينمو لسنوات من دون أن يسبب أي شكوى أو آلام لدى المصاب إلا بعد فوات الأوان. والكثير يهمل الشك في اهم أعراضه المبدئية، وهي خروج دم في البول بلا ألم».

وأشار إلى أنه «من المهم زيادة الوعي بأهمية قصد طبيب مسالك بولية إذا لوحظ وجود دم في البول (سواء للرجل او المرأة) حتى لو حدث ذلك عرضا ثم توقف. فالبعض يلحظ خروج دم في البول ليوم واحد ثم ينسى الأمر الى أن يتكرر بعد أشهر، فيقصد الطبيب بعدما يكون حجم الورم قد ازداد وانتشرت خلاياه الخبيثة في الجسم»، داعيا إلى قصد الطبيب مباشرة لتشخيص سبب خروج الدم في البول. إلا ان ذلك لا يلغي بأن خروج الدم قد يحدث عرضيا لسبب حميد. فليس كل دم في البول دلالة على سرطان المثانة، فقد يكون سببه مثلا هو حصى الجهاز البولي او الالتهابات او حوادث الضرب او تناول عقاقير مسيلات الدم (الوارفرين والاسبرين وغيرهما). لكن الخوف من سرطان المثانة يرتفع إن كان الشخص قد تعدى عمره الاربعين عاما ومدخنا.

9 أسباب

ولفت الحنيان إلى أن الدراسات بينت أن ارتفاع فرصة الاصابة بسرطان المثانة لدى الاشخاص الذين لديهم احد او مجموعة من العوامل التالية:

1 – وجود عامل وراثي مثل إصابة الأب او الأخ بسرطان المثانة.

2 – التدخين من أهم العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان المثانة. وينطبق ذلك على التدخين الثانوي (استنشاق غير المدخنين لدخان المدخنين) حيث يؤدي ذلك الى زيادة خطر الإصابة. ويقدر بأن ما بين %30 و%70 من إصابات سرطان المثانة سببها هو التدخين.

3 – الرجال أكثر عرضة بكثير للإصابة بسرطان المثانة مقارنة بالنساء.

4 – فرط تناول الاغذية الغنية بالدهون.

5 – تقدم العمر بعد الاربعين سنة، حيث تظهر الاحصائيات الطبية بأن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة.

6 – التعرض لمواد ملوثة في مكان العمل، مثل العاملين في مجال الصناعة البتروكيميائية او الكيميائيات.

7 – الخضوع لعملية تم فيها ترقيع وزرع جزء من القولون في المثانة.

8 – إصابة الجهاز التناسلي بالأمراض والفيروسات المزمنة، مثل التهابات المثانة المزمنة والبلهارسيا التي تسبب تغيرات في خلايا المثانة وتزيد خطر التحورات الخبيثة.

9 – التعرض المسبق للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، كالخضوع للعلاج الكيميائي لعلاج المصاب بالليمفوما.

مراحل تطور سرطان المثانة

واستعرض الحنيان مراحل وأعراض تطور الإصابة، حيث قال: عند تشخيص الاصابة بسرطان المثانة، سيقوم الطبيب بتحديد مرحلة الورم بدقة حتى يتمكن من شرح ما على المريض توقعه وخطة العلاج المناسبة ودرجة الخطر. وتقسم هذه المراحل بحسب دلالاتها الى الدرجات التالية:

◄ مرحلة الصفر: يكون الورم غير منتشر إلا في بطانة الرحم.

◄ المرحلة الأولى: الورم منتشر إلى بطانة المثانة، لكنه لا يصل إلى طبقة العضلات.

◄ المرحلة الثانية: الورم منتشر الى العضلات في المثانة.

◄ المرحلة الثالثة: الورم بدأ الانتشار إلى الأنسجة المحيطة بالمثانة، كما قد ينتقل إلى الجهاز التناسلي عند النساء أو البروستاتا عند الرجال.

◄ المرحلة الرابعة: تعدّ هذه المرحلة من أكثر المراحل خطورة، حيث ينتشر الورم إلى أعضاء الجسم الأخرى كالعقد اللمفاوية، والعظام، والرئتين.

4 أعراض مبكرة

1 – ظهور دم في البول. من أهم أعراض سرطان المثانة خلال المرحلة المبكرة.

2 – الحاجة الدائمة للتبول مع وجود كمية قليلة من البول أو عدم وجوده.

3 – الشعور بألم أثناء التبول.

4 – مواجهة صعوبة أثناء التبول.

الأعراض المتقدمة

قد تظهر أعراض مختلفة وأكثر شدة في المراحل المتقدمة من سرطان المثانة، وتشمل ما يلي:

1 – الشعور بألم في جهة واحدة من الظهر.

2 – فقدان الشهية.

3 – فقدان الوزن بشكل كبير وغير مبرر.

4 – ألم في منطقة المستقيم، الشرج أو الحوض.

5 – الإصابة بفقر الدم المعروف بالأنيميا.

6 – الشعور الدائم بالتعب والخمول.

7 – الشعور بألم في العظام.

8 – انتفاخ القدمين.

هل يمكن الشفاء منه؟

أكد د. عادل الحنيان أهمية اكتشاف سرطان المثانة مبكرا لانقاذ حياة المصاب، موضحا: «علاجه خلال هذه المرحلة يقتضي الاستئصال الجراحي ويؤدي الى شفاء المريض تقريبا من السرطان. فنسبة النجاة (استمرار حياة) للمصاب بالمرحلة الصفرية لسرطان المثانة لمدة خمس سنوات تتجاوز الـ%98. أما نسبة النجاة من سرطان المثانة للمصابين بالمرحلة الأولى من سرطان المثانة فتقل قليلا وتصبح حوالي %88. وتنخفض نسبة النجاة كثيرا مع تقدم مرحلة السرطان، لتصبح في %63 للمصابين بالمرحلة الثانية من سرطان المثانة.

لذلك من المهم تشخيص سرطان المثانة خلال مرحلة مبكرة يكون فيها السرطان قابلاً للعلاج والشفاء. إلا ان ذلك لا يلغي حقيقة ان السرطان قد يعود بعد علاجه. ولهذا السبب، سيحتاج المصابون بسرطان المثانة إلى التزام مراجعة الطبيب والخضوع لفحوصات المتابعة لسنوات بعد العلاج للبحث عن تكرار تكون سرطان المثانة مستقبلا».

نصائح للوقاية

1 – الإقلاع عن التدخين.

2 – اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار.

3 – شرب المياه بكميات وفيرة.

4 – عدم حبس البول وتنظيف المثانة بشكل دائم.

5 – تجنب التعرض الدائم للمواد الكيميائية المسببة للسرطان.

6 – عمل الفحوصات بشكل دوري للمثانة، للتأكد من عدم إصابتها بالأمراض.

7 – ضرورة مراجعة الطبيب لكل من يلحظ وجود دم في البول وحتى لو حدث ذلك عرضا وتوقف بعدها.

هل هو مميت؟

اشار د. عادل الحنيان الى ان سرطان المثانة يعتبر مرضا مميتا وغير قابل للشفاء في حال وصوله إلى المراحل المتقدمة عند تشخيصه. كما ينطبق ذلك على اهمال علاجه، فذلك سيجعل نسبة الشفاء منه تصل الى %15 فقط. بينما ترتفع نسبة نجاح العلاج والشفاء الى أكثر من %90 إذا تم علاج السرطان في المراحل المبكرة منه. كما يجدر ذكر ان الاحصائيات الطبية تشير الى ان معدل النجاة الخاص بسرطان المثانة لمدة خمس سنوات هو %77، مما يعني أن من بين كل 100 مصاب بسرطان المثانة، هناك 77 مريضا يعيشون لمدة خمس سنوات بعد تشخيص الإصابة بالسرطان. 

  معلومات وتنبيهات

◄ التدخين والأغذية الغنية بالدهون أبرز أسباب الإصابة

◄ سرطان المثانة يصيب الرجال أكثر بكثير من النساء

◄ %98 نسبة الشفاء في حال الاكتشاف المبكر

◄ خروج دم من البول.. مؤشر يستدعي الفحص فوراً


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *