كويت نيوز اخبار الكويت والعالم 
نشأت ميراندا هولدر في ريف غلوسترشير (انكلترا) وأمضت معظم وقتها في لعب ولهو حتى غيّرت مسار حياتها لدغة من حشرة «القراد السوداء» أو ما يسمى بـ«البق»، فعانت من أعراض كثيرة ومتنوعة لم تربطها حينها بالبق. وتقول: «كنت متعبة جدًا لدرجة أنني لم أكن أستطيع الكلام أحيانًا، كان هضمي سيئًا وكنت أعاني من ألم شديد. وكنت أجد صعوبة في النوم، وكان لدي ألم شديد، ومفاصل متخلخلة بشكل مفرط، وأصابتني سلسلة من الأمراض الجلدية المزعجة مثل الثعلبة والطفح الجلدي وتورم الوجه».
وبالنهاية تم تشخيصها بأنها مصابة بمرض «لايم» المزمن في المرحلة المتأخرة، وانضمت إلى عدد متزايد من الضحايا، بمن في ذلك المغني غاستن بيبر وعارضة الأزياء بيلا حديد، اللذان يعانيان بعد لدغة قراد يحمل بكتيريا «بوريليا بورجدورفيري».
أظهر بحث أجراه علماء في جامعة كونمينغ الطبية في الصين، وفقاً لصحيفة التلغراف، أن أكثر من %14 من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أصيبوا بمرض «لايم» بسبب «البق». وكان هناك 1156 حالة مؤكدة مختبريًا في المملكة المتحدة العام الماضي، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أنه قد يكون هناك 2000 حالة أخرى – وهو رقم يرتفع بفضل ارتفاع درجات الحرارة العالمية وحبنا المتزايد للأماكن الخارجية.
وتقول ستيلا هويشي شيريس، رئيسة الجمعية الخيرية لمرضى اللايم: «تخرج حشرات البق عندما يكون الطقس رطبًا ودافئًا، ومع ارتفاع حرارة الصيف والشتاء يصبح أكثر دفئًا قليلاً، فإنه تنشط لفترة أطول وتعرض المزيد من الأشخاص للخطر».
لذا تعيش حشرات البق في مناطق مظللة ورطبة، عادة حول مستوى الأرض، وتتشبث بشكل عام بالعشب الطويل والشجيرات المنخفضة في الغابات والمتنزهات والحدائق، وهي جاهزة للقفز على فرائسها، وكثير من المناطق في المملكة المتحدة تعرف بتوافر عدد كبير منها بشكل خاص مثل إكسمور ونيو فوريست ومناطق ريفية أخرى في هامبشاير وساوث داونز وأجزاء من ويلتشير وبيركشاير وأجزاء من ساري وويست ساسكس وغابة ثيتفورد في نورفولك ومنطقة البحيرة ومنطقة البحيرة.
مرض اللايم
قد يؤدي القليل من لدغات البق إلى داء «لايم»، فكلما طال بقاء البق ملتصقًا بجلدك، زاد خطر الإصابة بالمرض. وقد لا يحمل كل البق بكتيريا مرض لايم لكن في المتوسط، ما بين %2.5 إلى %5.1 من البق مصابة في إنكلترا وويلز، ومن العلامات التي تدل على تعرضك للعض من قبل البق المصاب تكوّن طفح جلدي دائري وأعراض تشبه الإنفلونزا مثل:
1- الحمى.
2- الشعور بالقشعريرة وعدم تحمل البرد.
3- ضعف عام وشعور بالألم في المفاصل والعضلات.
4- الصداع.
5- القيء والغثيان.
6. التعب في غضون ثلاثة إلى 30 يومًا من اللدغة.
4 مضاعفات
ومن المضاعفات بحسب مايوكلينك، قد تظهر على المريض أعراضٌ بعد الإصابة بأسابيع عدة مثل:
1- مشكلات في القلب، كعدم انتظام ضربات القلب
2- التهاب العين
3- التهاب الكبد (الالتهاب الكبدي)
4- الإرهاق الشديد
اختبار بسيط
يمكن أن يكشف اختبار بسيط (الذي يبحث عن الأجسام المضادة في الدم) عن داء اللايم.
لذا توصف المضادات الحيوية بسرعة من قبل طبيبك المعالج تمامًا، ولكن بدون علاج سريع، يمكن للبكتيريا أن تنتقل من مكان اللدغة إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الجهاز العصبي والقلب والمفاصل، مما يؤدي إلى أعراض يمكن أن تستمر لأشهر أو حتى سنوات، كما كان الحال مع هولدر، الذي جاء تشخيصه بعد فوات الأوان من أن تكون المضادات الحيوية فعالة.
ويحذر الخبراء من أنه كلما تأخر التشخيص والعلاج، زادت احتمالية استمرار الأعراض وتشعبها بدءاً من آلام العضلات والتعب إلى الصداع المسبب للعمى وضباب الدماغ الشبيه بالخرف.
تعليمات للوقاية خلال السفر
في أجواء الصيف يستهدف الكثير مناطق الطبيعة الخلابة والغابات، لذا ينصح الخبراء لتجنب التعرض للدغات البق، بما يلي:
– رش طارد الحشرات قبل الخروج إلى الريف
– ارتداء ملابس خفيفة ذات أكمام طويلة
– عند العودة للسكن إجراء تدقيق سريع للجسم، فعادة عندما يقوم البق باللدغ في أي مكان على الجسم، وغالبا قد لا ينتبه الشخص، لأن البق يحقن مخدرًا أولا حتى لا يشعر به.
.. والبعوض مصدر قلق أيضاً
أوضح آدم هارت، عالم الحشرات وأستاذ الاتصال العلمي بجامعة غلوسترشير: «يمكن أن تتشبث حشرة البق بك دون أن يلاحظها أحد، مثل الزوائد الجلدية تقريبًا، لذا قم بفحص شامل، وقم بتمرير يديك في جميع أنحاء جسمك».
واذا كنت مما يربي حيواناً أليفاً فقم بفحص حيوانك باستمرار، حيث يمكنه حمل الحشرات التي يمكن أن تلتصق بك لاحقًا. كذلك إذا لاحظت علامة لدغ وبثوراً حمراء، فاحذر حكها أو خدشها. وقال البروفيسور هارت: «قد يميل الشخص إلى تحسس الجزء المنتفخ وخدشه، لكن هذا قد يتسبب بجرحه، وينقل العدوى».
ووفقا للعلماء فإنه لسوء الحظ، البق ليس الخطر الوحيد المتزايد في الصيف، إنما من المقرر أن يكون البعوض ضيفًا آخر غير مرحب به هذا الصيف، حيث يزدهر ويتكاثر بفضل درجات الحرارة العالمية الأكثر دفئًا، حيث إن بعوضة النمر الآسيوي أصبحت مصدر قلق صحي متزايد في جميع أنحاء أوروبا، لأن هذا النوع من البعوض، الذي يكون أسود اللون بعلامات بيضاء فضية، يمكن أن يحمل أمراضًا خطيرة بما في ذلك حمى الضنك، شيكونغونيا، فيروس غرب النيل وزيكا. الملاريا مشكلة إضافية في المناطق الاستوائية.
ماذا تفعل إذا تعرضت للدغة؟
إذا تعرضت للعض أو اللدغة من اي حشرة، فالنصيحة هي عدم الحك، حيث يقول البروفيسور هارت: «كريم «أنثيسان» فعال في تهدئة اللدغة وتقليل الحكة، وإذا خدشت الجلد وشققته، فقد ينتهي بك الأمر بإصابة بعدوى ثانوية، لذا استخدم بعض الكريم المطهر».
كما تنصح جين ويلكوك، طبيبة عامة ورئيسة مجموعة Overdiagnosis Group في الكلية الملكية للممارسين العامين، بغسل اللدغات المسببة للحكة بالماء والصابون، ثم وضع كريم مضاد للهستامين أولاً لتهدئة الأمور وفي حالة فشل ذلك، استخدم كريم الهيدروكورتيزون وتناول الباراسيتامول أيضاً.
تنبيهات صحية
◄ بعض أنواع البق تتسبب بأمراض جلدية مزمنة
◄ إهمال العلاج يؤدي لمضاعفات خطيرة
◄ تتشابه الأعراض مع الإصابة بالإنفلونزا
