يعد صوم شهر رمضان من أعظم الشعائر وأقدسها لدى المسلمين، كما أنه ممارسة موجودة في العديد من الثقافات القديمة والحديثة، وبغض النظر عن كونه شعيرة دينية فهو مرتبط بالعديد من العوامل الفزيولوجية، وسبب لكثير من التغيرات البيوكيميائية والأيضية في الجسم.
انتشر استخدام الصيام كإجراء علاجي خلال العقد الأخير، حيث تمت مراجعة الدراسات التي أجريت حول تأثير الصيام على الصحة خلال الفترة بين 2005 و2018، واتفقت الدراسات الجزيئية والسريرية القائمة على أن للصيام تأثيرا إيجابيا، حيث يؤدي إلى تحسين صحة التمثيل الغذائي عن طريق تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، كما يسهم في العلاج والوقاية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري والاضطرابات العصبية.
كان الطبيب والفيلسوف الألماني أوتو بوشنجر، أول من طور مفهوم الصيام العلاجي، حيث كان يراقب بشكل منهجي آثار الصيام على الأمراض المختلفة، وأكد من خلال أبحاثه دور الصيام في تحسين معظم المشكلات الصحية التي تم التحقيق فيها، وفق مجلة medisana الطبية.
عانى بوشنجر من الروماتيزم الحاد في المفاصل عام 1917، وفي عام 1919 بدأ العلاج بالصيام لمدة ثلاثة أسابيع مع زميله جوستاف ريدلين، ونجح في علاج الروماتيزم، ومنذ ذلك الحين كان بوشنجر مفتونًا بالعلاج الطبيعي البديل والصيام.
بعد عام أسس بوشنجر عيادة الصيام الخاصة به، ثم أصدر كتابه «العلاج بالصيام» سنة 1935 والذي لا يزال يطبع حتى يومنا هذا.
الأبحاث العلمية
حدد البحث العلمي العديد من الأمراض التي يمكن أن يكون للصيام تأثير مفيد فيها، وتشمل الالتهابات المزمنة، وحالات الألم المزمن، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة، والأمراض التأتبية والأمراض النفسية الجسدية، وهناك أيضًا أدلة على دوره في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، بالإضافة إلى ذلك، يساعد الصيام العلاجي أيضاً في علاج ارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، والصداع النصفي، ويعزز الصحة النفسية، كما يدعم تغييرات نمط الحياة، ويمكن أن يخفف من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
الصيام والسكري
مرض السكري من النوع 2 مرض مزمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة، ويتطلب رعاية طبية طويلة الأجل للحد من تطور مجموعة واسعة من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة والأوعية الدموية الكبيرة والاعتلال العصبي، حيث تنشأ العديد من هذه المضاعفات من مزيج من مقاومة عمل الأنسولين، وعدم كفاية إفراز الأنسولين، وإفراز الغلوكاغون المفرط أو غير المناسب.
قدمت إحدى أهم الدراسات حول داء السكري والصيام والمنشورة في المجلة الطبية البريطانية bmj تحليلا لثلاثة مرضى تمت إحالتهم إلى عيادة الإدارة الغذائية المكثفة في تورنتو بكندا لمرض السكري من النوع 2 المعتمد على الأنسولين، وأوضحت الدراسة فعالية الصيام العلاجي لعكس مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى التوقف عن العلاج بالأنسولين مع الحفاظ على السيطرة على نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى ذلك تمكن هؤلاء المرضى أيضًا من فقدان كميات كبيرة من أوزانهم وتقليل محيط الخصر وتقليل مستوى الهيموغلوبين السكري لديهم.
9 فوائد
1 – ينشط الصيام قدرة الجسم على شفاء نفسه
2 – يساعد في تقليل مخاطر السمنة والأمراض المرتبطة بها
3 – يعتبر البديل الفعال في خفض وزن الجسم
4 – يلعب دوراً مهماً في تحسين التمثيل الغذائي
5 – ينظم الكوليسترول الضار وبالتالي يحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية
6 – اعتياد الجسم على تناول كميات أقل من الطعام يمنح الجهاز الهضمي فرصة للاستراحة
7 – يساعد على تقلص حجم المعدة بشكل تدريجي والحد من الشهية
8 – يفيد في استهلاك احتياطيات الدهون وينظف الجسم من السموم الضارة
9 – يعزز الصحة النفسية ويعمل على تحسين المزاج


اترك تعليقاً