نوبات #الغضب والسلوك السيئ.. من دلالات حزن #الأطفال

تقول أمبر سبارتس مؤلفة قصص الأطفال الشهيرة عبر حسابها في تويتر «شهدت إصابة ابنتي بانهيار كامل بسبب شيء تافه، وهو كسر طباشير ملونة.. حيث بدأت نوبة غضبها بالصراخ والركض ورمي كل الأشياء من حولها لمدة نصف ساعة الى ان انهكت نفسها لتصل في النهاية الى البكاء بصوت منخفض، وهنا قمت بعناقها وسمعتها تقول لي بهدوء شديد: أفتقد المدرسة وأفتقد أصدقائي، كان الأمر محزنا، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟»، حصلت هذه التغريدة على أكثر من ربع مليون تفاعل خلال اول ساعة من نشرها.

لقد جلب الوباء اضطرابًا كبيرًا في حياة العديد من الاسر التي لديها اطفال صغار. ويشرح د.، كريستوفر ويلارد، استشاري الطب النفسي في كلية هارفرد الطبية قائلا «الأطفال حزينون لأنهم يفتقدون أصدقاءهم والروتين اليومي والقدرة على التبوؤ بما عليهم فعله وعمله يوميا. كما انهم يشعرون بذات المشاعر التي يشعر بها البالغون حول الوباء، لكنهم يعبرون عنها بطرق مختلفة. فقد يبكون، ينزوون، يقصون شعرهم، يصرخون، يتجادلون ويتشاجرون مع أشقائهم. وعلى الوالدين التعامل مع هذه السلوكيات وردود أفعالهم غير الناضجة بشكل ايجابي حتى يساعدوهم على التأقلم وتجاوز هذه اللحظات الصعبة. فهم بحاجة لدعم استقرارهم العاطفي وتعلم الطريقة الصحيحة للتعبير عن المشاعر والتحكم بها».

تعرف على المصدر

يواجه الأطفال في زمن كورونا تحديات لم يسبق لأحد التعامل معها. فهم قد تعودوا سابقا على الشعور بالملل لأوقات قصيرة في المنزل وبين حصص المدرسة والنشاطات الاجتماعية، ولكن ليس لساعات لا تنتهي والعزلة المنزلية بالاضافة الى ملل الدراسة اونلاين. وأضاف د. كريستوفر قائلا «تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي يحرم الاطفال من اللعب مع الآخرين وممارسة كثير من النشاطات الترفيهية. وهذا أمر صعب على الاطفال وسيؤثر على صحتهم النفسية وقدرتهم على التحكم باندفاعهم وتنظيم عواطفهم. كما ان المبالغة في اظهار المشاعر واللجوء الي التصرفات الجسدية أمر متوقع وطبيعي من قبل الاطفال الصغار، لأنهم لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم مثل البالغين. وعليه، فقد يتراجع الأطفال ليقوموا بسلوكيات كانوا يقومون بها عندما كانوا أصغر سنا، لأن ذلك سيجعلهم يشعرون بالأمان. كما أنهم فقدوا خاصية التقليد والتعزيز الاجتماعي من أقرانهم الذين كانوا سابقا يتعلمون منهم بأن بعض التصرفات مثل نوبات الغضب ليست تصرفا مستحسنا او مقبولا».

وقالت ماري ألورد، وهي اختصاصية نفسية متخصصة في علاج الاطفال والمراهقين في ولاية ميرلاند «تعود الأطفال سابقا على الحصول على اهتمام الآباء عندما يكونون في المنزل. ولكن الوضع اختلف الآن، فأولياء الامور يعملون في المنزل ويقولون لهم بأنهم مشغولون ولا يعيرونهم الاهتمام الذي هم بحاجة اليه بشدة. لذا، فقد يكون مصدر نوبات الغضب وتصرفات التحدي والسلوكيات السيئة هو لفت انتباه الوالدين والحصول على الاهتمام».

هل الطفل حزين أم يعاني مشكلة نفسية؟

أضاف د. كريستوفر «في هذه المرحلة افترض بان مصدر كل ذلك هو الحزن والسلوك السيئ. فهم لا يفعلون ذلك لدفعكم الى الجنون او لإفساد مكالمتكم الهاتفية او وجبة العشاء، بل يقومون بذلك لأنهم حزينون ووحيدون وقد يكونون جائعين ويشعرون بالملل. وقد خرجت هذه المشاعر عن سيطرتهم ولا يعرفون كيف يعبرون عنها بشكل ايجابي او من دون ثوران.

ولكن على أولياء الامور ملاحظة تكرار اي سلوكيات مشكوك فيها مثل: العزلة، فقدان الشهية، اضطرابات النوم، وسوء السلوك الدائم – كعلامات محتملة على شيء أكثر خطورة مثل الاكتئاب أو اضطرابات فرط التوتر أو مشاكل الانتباه. ففي هذه الحالة عليهم قصد الاستشارة الطبية لتفادي مضاعفات عدم العلاج مبكرا».

شاهد أيضاً

تزيد الوزن- 5 عادات خاطئة تجنبها في عيد الفطر

زيادة الوزن من المشكلات الشائعة في عيد الفطر المبارك، ويرجع السبب إلى العادات الخاطئة التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض