أكدت خبيرة الزلازل الكويتية الدكتورة فريال بوربيع، اليوم الثلاثاء، في تصريح، على وجود علاقة حقيقية ما بين سيول الأمطار الغزيرة، والسيول التي تنتج عنها وتأثيرها على الأرض والتي من الممكن أن تنتج عنها هزات أرضية أو زلازل كان ذلك بعد الهزة الارضية التي أحس بها سكان الكويت والناتجة عن الزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الايرانية وقد تساءل الكثيرون عن إمكانية تاثير السيول والأمطار الغزيرة على الأرض وما اذا كان من الممكن لها ان تحدث هزات او زلازل ارضية.
وقالت د. بوربيع إن هناك علاقة بين الأمطار الغزيرة والزلازل في صخور الغلاف الصخري “الصلب” وتنشأ هذه الصدوع وتتكرر الحركات السريعة “الزلازل” عليها نتيجة تراكم الاجهادات “القوى Stress” أو الضغوط التكتونية عليها وتنشأ هذه الضغوط “الاجهادات” نتيجة تحركات الغلاف الصخري الذي يتكون على هيئة صفائح “ألواح” صخرية ضخمة وسميكة وتتحرك هذه الألواح نتيجة الضغوط المنبعثة من تيارات الحمل الحرارية من مركز الأرض الملتهبة وتتحرك الألواح المكونة لسطح الأرض في حركات متنوعة ينتج عنها تكرار وحدوث الزلازل على الصدوع المتكونة عند حدود الألواح التكتونية. وبالتالي تحدث عمليات التصدع وتحدث الزلازل داخل الألواح التكتونية أيضاً ولكن بتكرارية أقل من الزلازل على حدود هذه الألواح وتتراوح قوة هذه الزلازل من الصغيرة إلى متوسطة القوة ثم المدمرة. إذاً الأصل في أسباب حدوث الزلازل هو الحركات التكتونية ولكن الدراسات أثبتت أن عمليات التغير والخلل الذي يحدث في الضغوط داخل الصخور “خصوصاً الرسوبية” نتيجة ضخ السوائل فيها من سطح الأرض أو سحب السوائل الموجودة في داخل مسام هذه الصخور هذا الأمر يسبب خللاً في التوازن الاستاتيكي للصخور حول الصدوع وعند حد معين من هذه الضغوط تحدث الحركة السريعة على الصدوع وتنطلق الطاقة المخزونة في هيئة موجات زلزالية وهذا النوع من الزلازل يتميز بأن قوته تكون صغيرة إلى متوسطة بالإضافة إلى ضحالة عمق بؤرتها ويمكننا أن نطلق على هذا النوع من الزلازل المولدة أو المعجلة واعتمادا على ما سبق فيمكننا القول بأن الأمطار الغزيرة “السيول” قد تتسبب في حدوث زلازل معجلة على الصدوع الموجودة أصلاً بفعل القوى التكتونية هذا إذا تسربت مياه الأمطار إلى باطن صخور تحت سطح الأرض وسببت خلل تغير في الضغط المسامي لها ويكون هذا الضغط كاف لإحداث خللاً في الاتزان الاستاتيكي في هذه الصخور فتحدث الزلازل الصغيرة إلى متوسطة القوة والضحلة.
وأضافت بوربيع أنه في يوم 11 نوفمبر 1997 حدثت سيول غزيرة في الكويت بالطبع تسرب جزء كبير من هذه المياه إلى الغطاء الرسوبي وفي هذه الفترة اعتباراً من 18/8/1997 كانت منطقة المناقيش “جنوب غرب الكويت” تشهد نشاطاً زلزالياً تكتونياً متوسط القوة نشاط صغير قبل السيول كان أكبر هذه الزلازل يوم 18/9/1997 وقوته 3.9 درجة وعمق مركز الزلزال 5 كم ضحل وكان محسوساً في بعض المناطق جنوب الكويت هذا يشير إلى الأصل التكتوني لهذه الزلازل . ولكن بعد حدوث سيول 11/11/1997 بحوالي 50 يوماً تحديداً في يوم 30/12/1997 وقع زلزال في منطقة المناقيش بقوة 4.1 درجة وعمق 9كم وكان محسوساً في معظم المناطق في الكويت. وهذا يشير إلى احتمالية حدوث هذا الزلزال متوسطة القوة ضحل العمق نتيجة للارتباط بين القوى التكتونية الموجودة أصلاً في صخور المنطقة والضغوط الإضافية التي سببتها تسرب مياه الأمطار إلىى صخور باطن الأرض في هذه المنطقة.
وحول تاثير الامطار والسيول على الكويت قالت: لا يمكننا بأي حال من الأحوال استبعاد أو إغفال احتمالية حدوث زلازل ضحلة صغيرة إلى متوسطة القوة في دولة الكويت وذلك بعد السيول التي بدأت خلال شهر نوفمبر الجاري وقد وقع زلزال جديد بقوة 6.3 درجة في إقليم كيرمنشاه على الحدود العراقية الإيرانية وذلك مساء يوم الأحد 25 نوفمبر 2018 في تمام الساعة السابعة والدقيقة 37 بالتوقيت المحلي الكويتي وقد أحس به سكان العديد من المناطق في أنحاء الكويت ويرجع هذا إلى أن عمق بؤرته بلغ 40 كيلومتر.
واستطردت قائلة: ويصنف هذا الزلزال باعتباره أحد الزلازل الإقليمية التي يمكن أن تؤثر في الكويت برغم أنها لا تقع داخل أراضيها. وهو يعتبر امتداد للزلزال القوي والمدمر الذي وقع في نقس الإقليم يوم 12 نوفمبر 2017 وبلغت قوته 7.3 درجة. وجدير بالذكر أن نفس المنطقة قد تعرضت لزلزال آخر يوم 26 أغسطس 2018 بلغت قوته 6 درجات. وقد امتد النشاط الزلزالي المستمر في غرب إيران إلى المناطق الداخلية لدولة الكويت يوم 6 مايو 2018 حيث وقع زلزال بقوة 3 درجات في منطقة الجهراء وشعر به بعض سكانها،من هنا تظهر أهمية النشاط في غرب إيران متمثلاً في الزلزال القوي المدمر يوم 12 نوفمبر 2017 وزلزال يوم 26 أغسطس وكذلك 25 نوفمبر. وإذا رجعنا إلى التاريخ الزلزالي لهذه المنطقة نرى أنها قد شهدت فترة سكون زلزالي منذ ستينيات القرن العشرين ، وهذا يعنى تراكم الضغوط التي يسببها التصادم المستمر بين الصفيحة العربية “الجزيرة العربية” والصفيحة الإيرانية.
موضحة أن هذه الطاقة المختزنة حالياً منذ نوفمبر 2017 وحتى الآن والتي تتمثل في النشاط الزلزالي المتكرر في مناطق الغرب الإيراني حتى الآن.
لا يمكننا إنكار أو إغفال احتمالات حدوث زلزالاً قوياً ومدمراً على امتداد الغرب الإيراني. هل نحن مستعدون لمواجهة أخطار الزلزال القادم سواء من داخل الكويت أو من خارجها؟
نقلا عن “القبس”
اترك تعليقاً