كشفت دراسة حديثة متعددة التخصصات عن السبب الجذري وراء تفوق البشر على أنظمة الذكاء الاصطناعي في القدرة على التكيّف مع المواقف الجديدة.

ووفقاً للدراسة، يكمن هذا التفوق في كيفية تعامل كل منهما مع مفهوم «التعميم»، وهي العملية التي يتم من خلالها نقل المعرفة المكتسبة إلى مشكلات جديدة. فبينما يعتمد البشر على التجريد والأطر المفاهيمية لفهم العالم وتطبيق المعرفة، تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على أساليب إحصائية أو قواعد محددة، وهو الأمر الذي يحد من مرونتها وقدرتها على التعامل مع المجهول بفعالية.

وتؤكد الدراسة، التي نشرت في مجلة «Nature Machine Intelligence» أن فهم الفروقات الجوهرية بين طرق التعميم البشري والآلي هو أمر بالغ الأهمية لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً ومرونة.

ويقترح الباحثون إطاراً موحداً يهدف إلى مواءمة طرق التفكير بين البشر والآلات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة لتصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تتمحور حول الإنسان وتستطيع التكيف بشكل أفضل مع تعقيدات الحياة اليومية، لاسيما في مجالات حيوية مثل الطب والنقل وصنع القرار.

والواقع أن التعاون بين علماء الإدراك والذكاء الاصطناعي، كما أبرزته هذه الدراسة، يعد حجر الزاوية في بناء مستقبل تتكامل فيه التكنولوجيا مع القيم الإنسانية. فمن خلال فهم أعمق لكيفية معالجة البشر للمعلومات وتكيفهم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *