لكل شخص خط عمودي في البطن يسمى علمياً «لينيا ألبا»، وهو عبارة عن شريط رفيع من النسيج يمتد عمودياً ليفصل بين الجانب الأيسر والأيمن من عضلات البطن المستقيمة (عضلات البطن الست).

 
وهذا النسيج يتميز بالمرونة (التمدد)، ولكنه قوي أيضاً، حتى يحفظ ربط عضلات البطن وتثبيت واستقرار الجذع. ويظهر الخط واضحاً لدى النساء خلال الحمل، حيث يغمق لونه ويسمى خط الحمل.

وفقاً للدكتور أحمد سليمان استشاري رئيس قسم الجراحة – تخصص الجهاز الهضمي في مستشفى الكويت، ففتق خط البطن (أو انبساطه) هو عبارة عن انفصال عضلات البطن المستقيمة، ويعد من الحالات الشائعة التي يتم علاجها جراحياً.

وشرح: من الوارد أن يقوم الجراح خلال عملية شد ترهلات جلد البطن بترميم فتق «لينيا ألبا» أو شد انبساط الخط الفاصل بين العضلات.

وأوضح أن هذا الخط هو نسيج يربط عضلات البطن، ويحتوي على مداخل للأوعية الدموية. وللتوضيح، تجري العضلات المستقيمة بشكل أفقي في البطن، وتتباعد على مسافة لا تزيد على سنتيمترين في الوضع الطبيعي. إلا أن حدوث بعض العوامل قد يسبب انبساط خط البطن وتزايد هذه المسافة، وبالتالي تباعد العضلات وضعف هذه المنطقة. لذا، فهو ليس فتقاً، بل ضعف وترقرق في النسيج وتباعد بين العضلات.

الأعراض

وعن أعراض فتق خط البطن، لخصها د. أحمد في ما يلي:

– تكرار الشد العضلي في عضلات البطن.

– بروز وانتفاخ البطن (بشكل كامل أو في مناطق معينة).

– ضعف في قوة الجذع.

وشرح د. أحمد قائلاً: من الوارد أن يشتكي المصاب بفتق خط العضلات خلال القيام بعمل يتطلب تحملاً وضغطاً على البطن، سيسبب له بروزاً وألماً وشداً في عضلات البطن، مثل حمل الطفل أو السعال أو الصلاة.

الأسباب

وحول الأسباب، أوضح د. أحمد أنها:

– الحمل.

– السمنة المفرطة.

– فتحات جراحية لعملية سابقة في البطن.

العلاج

قال د. أحمد إن العلاج الجراحي لفتق خط البطن يتطلب ترميم ولصق عضلات البطن المستقيمة بعضها ببعض عبر عملية الفتح الكامل (من أسفل البطن)، حتى يقوم الجراح بشد عضلي بطريقة تسمى keel repair. ويمكن دمج هذه العملية مع عملية شد ترهل جلد البطن أو علاج الفتق الأربي أو فتق السرة (عبر وضع شبكة في مكان الفتق). وتجرى هذه العملية بطريقة تجميلية عبر جراحة في أسفل البطن.

لماذا يركز الجراح على السرة؟

بعد عملية شد البطن، يهتم الجراح كثيراً بلون وشكل السرة خلال الأيام الأولى بعد العملية. وشرح د. أحمد أهمية ذلك، قائلاً: مكان السرة المثالي في منتصف البطن يعتبر من الجماليات المثالية والشكلية للبطن. وخلال عملية شد ترهل البطن، يقوم الجراح باستئصال الجلد المترهل وخياطة الجلد المتبقي بشكل مشدود.

وتابع: تسبب هذه العملية حدوث تغير في مكان السرة، فلا تصبح في منتصف البطن. وبما أن السرة مثبتة داخلياً عبر نسيج غني بالأوعية الدموية، فعلى الجراح أن يقوم بالقص من حولها لفصلها عن الجلد المترهل من دون الضرر بأوعيتها الدموية ثم تقطيبها.

ولفت د. أحمد إلى أن الجرّاح الخبير هو الذي يقوم بهذا الاجراء بأقل أذية للأوعية الدموية المحيطة بالسرّة لان نقص التروية الواصلة الى السرة سيسبب موتها وسقوطها. وفي حالات حادة، قد يتسبب هذا الخطأ في موت الجلد المحيط بالسرة فيظهر ثقب في البطن.

مفاهيم خطأ عن عمليات التجميل

أشار د. أحمد إلى ان بعض المقبلين على عمليات التجميل الجراحية لديهم توقعات غير واقعية، او يصدقون وعودا غير واقعية. ومن الحقائق التي عليهم ادراكها:

– الجرح لن يختفي ولكن أثره سيقلّ: من التوقعات غير الواقعية توقع ان يختفي اثر جرح العملية. وتركز المرأة بعد عملية شد البطن على كيفية اخفاء الجرح. ولكنه جرح عميق لن يختفي تماما، ولكن يمكن ان يقل مظهره مع الوقت ومع الخضوع لعلاج الكريمات والليزر.

– حتى لو تشابهت العملية، فالنتيجة طبعاً ستختلف من شخص الى آخر: من المهم إدراك أن نتيجة العملية التجميلية تختلف من شخص الى آخر، حتى لو كان الشخص سيجري العملية نفسها وعند الدكتور نفسه. فكل جسم لديه بنية خاصة وقابلية محدودة للتغير. وبالرغم من ان الجراح الخبير سيقوم بكل ما يقدر عليه ولكن النتيجة ستختلف بحسب الجسم والحالة. ومن الخطأ ان تصدق المريضة او حتى تثق بأنها ستصبح مثل ممثلة ما. فبعض الحالات قد تظل معها نسبة من الترهل او الكرش.

– فهم الإقرار الطبي ضروري.. فكل عملية تحمل في طياتها مضاعفات ومخاطر: من المهم جدا ان يحرص المريض على قراءة الاقرار الطبي وفهمه جيدا، حتى يعرف ما هو مقدم عليه والمضاعفات المحتملة والنتائج المعقولة. فالبعض لا يقرأ الاقرار الطبي بل يوقعه من دون وعي بأنه قد لا يناسبه او يرتبط بمضاعفات محتملة كالنزف او التهابات الجروح.

المضاعفات

في الآونة الاخيرة زاد عدد الحالات التي تقصد عيادات في الخارج بهدف عمليات التجميل. وقد ساهم ذلك في زيادة الحالات التي تشكو من مشكلات ومضاعفات تخلفها هذه العمليات التي تتم في عيادات غير آمنة طبيا وبأيدي قليلي الخبرة. وشرح د. أحمد قائلا: سواء اختار المريض جراحا خبيرا عالميا او جراحا مبتدئا او قليل الخبرة فحدوث المضاعفات هو امر وارد، ولكن فرصة حدوثها والتعامل الصحيح معها يكون افضل بكثير جدا تحت يد الجراح الخبير.

وقال: لقد عالجت حالات عدة خضعت لعملية تجميل شد البطن في دول وعيادات رخيصة، واصيبت بعدها بمضاعفات تسببت في سقوط السرة وظهور ثقب في البطن او تسمم حاد ومميت بسبب استخدام الجراح أدوات غير معقمة (خيوط غير معقمة او بيئة غير معقمة).

وشدد على ضرورة الوعي بأن عمليات تجميل البطن الرخيصة قد تسبب مضاعفات خطرة، مثل:

– جروح كبيرة أو في أماكن غير مخفية.

– سوء النتيجة الجمالية.

– سقوط السرة.

– الجلطات الدموية مثل جلطة الساق أو الرئة او الدماغ.

– النزف.

– إصابة الأعضاء الداخلية مثل: الكبد، الطحال، المعدة، الرحم والأمعاء.

– الوفاة.

إزالة أداة الطعن.. من أخطر التصرفات

في سياق عمليات البطن، أشار د. أحمد سليمان إلى أن أكثر الحالات التي يتعامل معها الجراح في القطاع الحكومي هي حوادث الطعن والسيارات. وهي حالات طارئة تتطلب التشخيص السريع ودخول غرفة العمليات مباشرة.

وبين أن خطورة الطعن تعتمد على حسب مكان الطعن وطول النصل، ومن أهم التصرفات الخطأ التي يجب تفاديها بعد عملية الطعن هي إزالة الأداة من جسم المصاب. فمن المهم ألا تلمس الأداة. فمثلا، ازالتها من البطن قد تسبب نزفا مميتا او ازالتها من الرئة قد تسبب هبوط الرئة والوفاة.

وقال: على سبيل المثال، عالجت عدة حالات تم طعن الرأس او الرئة، لو تم سحب السكين منها لتوفي المريض في لحظتها. والتصرف الصحيح بعد حالة الطعن هو الضغط على المكان (الأوعية الدموية) لتقليل النزف واخذ المصاب بسرعة الى غرف الطوارئ.

معلومات وتنبيهات

◄ تكرار الشد العضلي في عضلات البطن من مؤشرات الفتق

◄ السمنة المفرطة والعمليات الجراحية من أسباب الإصابة

◄ عمليات تجميل البطن الرخيصة الثمن قد تسبب مضاعفات خطرة

◄ يجب أن يحرص المريض على قراءة الإقرار الطبي وفهمه جيداً قبل عملية التجميل


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *