قد يكون سبب ألم الذراع التعرض لضربة قوية أو كسر أو التهاب في أحد الأوتار، أو تمزق في إحدى العضلات، أو الأربطة، أو إصابة في مفصل الكتف، مثل التمزق أو التيبس، أو حتى الخشونة.

حسب الدكتور علي بهبهاني استشاري جراحة الكتف في مستشفى وارة، فإن الاستمرار في تدليك الكتف، لتخفيف آلام الذراع، من دلالات وجود مشكلة في الكتف، تقتضي استشارة متخصص في مفصل الكتف. وشرح قائلاً: «ألم الذراع قد يكون علامة على الإصابة بالتهاب المفاصل أو التهاب الأوتار أو تمزق في الكفة المدورة أو عدم استقرار مفصل الكتف. وجميع هذه الحالات تتطلب العلاج المبكر، قبل أن تتفاقم وتسبب مضاعفات، تصعّب خطة العلاج وتقلّل فرصة الشفاء».

طرق التشخيص

– النظر في التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي

– التصوير بالأشعة السينية

– التصوير بالرنين المغناطيسي أو السونار

طبيعة العلاج

ذكر الدكتور علي أن اختيار الخطة العلاجية يعتمد على التشخيص والحالة الصحية. وبشكل عام، يشمل العلاج التحفظي ما يلي:

– عقاقير تسكين الألم ومضادات الالتهاب التي تباع دون وصفة طبية.

– إراحة الكتف أو الذراع المصابة عبر ارتداء ضبابة أو حمالات الذراع.

– وضع كمادات الثلج للكتف المصابة وتجنب وقوع المزيد من الإصابات.

– أخذ حقن ستيرويدية والخضوع لكورس من جلسات العلاج الطبيعي.

وتابع الدكتور علي: «غالباً ما يخف الألم ويختفي لدى غالبية المصابين بآلام الكتف، بعد هذه العلاجات، ويمكنهم الاستمرار في ممارسة أنشطتهم اليومية. لكن إذا استمرت المعاناة من الألم والضعف بالرغم عن ذلك، ففي هذه الحالة يوصى بالتدخل الجراحي».

تمزق الكفة المدورة

تمزق الكفة المدورة من أكثر أنواع تمزق مفصل الكتف شيوعاً، ومن أكثر مسببات الشعور بالألم والضعف في الكتف. وأفاد الدكتور علي: «الكفة المدورة مجموعة من العضلات والأوتار التي تثبت الذراع في الكتف، وتقوّي مفصل الكتف، وتتيح للذراع مجالاً واسعاً من الحركة. وقد يحدث التمزق والتآكل في الكفة المدورة نتيجة التعرض لحادث أو التقدم في السن أو القيام بحركات متكررة باستخدام الذراع، ويتراوح ألمها ما بين الطفيف إلى الشديد، حسب التضرر الذي تعرضت له الكفة المدورة. ويستند التشخيص على التصوير بالرنين المغناطيسي، فقد تظهر الصور أن التمزق موجود في إحدى العضلات والأوتار، أو قد يكون التمزق بصورة كلية أو جزئية. وغالبية الحالات يمكن علاجها بالطرق التحفظية، إلا أن بعضها يتطلب التدخل الجراحي».

جراحات دقيقة

أسهم التطور التكنولوجي في زيادة دقة وفعالية المناظير الجراحية، لذا تجرى عمليات مفصل الكتف عبر المناظير الجراحية المزودة بكاميرات دقيقة.

وفي هذا الإجراء الطبي، يُدخل الجراح المنظار الجراحي من خلال شقوق صغيرة، لإعادة ربط الأوتار الممزقة بالعظام. ويختلف نوع العملية حسب الحالة. وتعد هذه من عمليات اليوم الواحد، التي يسمح للمريض فيها بمغادرة المستشفى بعد فترة النقاهة، ويطلب منه الالتزام بارتداء حمالة الكتف، لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، بعد الجراحة، لمساعدة الكتف في التماثل للشفاء.

كما عليه الحذر في استعمال اليد المصابة، وتعديل أنشطته اليومية، بعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع. وأحيانا قد يوصى أيضاً بالخضوع لجلسات العلاج الطبيعي.

العودة إلى ممارسة الرياضة

حول فعالية العملية، شرح الدكتور علي: «هدف العملية هو إصلاح أي تلف، وتنظيف المنطقة من أي تليفات، وتثبيت الكتف، حتى يشفى المريض من أي ألم أو خلع، ويستعيد قدرته الحركية والقوة. لذا، فبعد العملية والتئام الوتر، سترجع الكتف إلى وضعها السابق، دون ألم، وتستعيد القدرة الحركية والقوة والثبات، بحيث يتمكن الرياضي من العودة إلى ممارسة الرياضة. وبالنسبة للمصابين بخلع الكتف المتكرر، يقوم الجراح يتثبيت المفصل، حتى يتمكن الرياضي من ممارسة الرياضة بعد فترة من الاستشفاء».

صحة الأعصاب والأوتار

إذا كنت مصاباً بداء السكري (سواء من النوع 1 أوالنوع 2 ) وتشعر بألم وتيبّس في المفاصل، أو صعوبة في تحريكها، فقد يكون السبب عدم سيطرتك على اتزان معدل سكر الدم.

وبات معروفاً أن استمرار ارتفاع معدل السكر في الدم لفترات طويلة يسهم في تدمير صحة الأعصاب والأوعية الدموية والعضلات والأوتار، ما يبرر شيوع معاناة من لا يسيطرون على مرض السكر من الآلام والمشكلات في جميع مفاصل الجسم، مثل الكتف والذراع والمعصم والأوراك والركبة والكاحل.

وسبب تلف الأوتار لدى من لا يسيطرون جيداً على مرض السكري هو تكوّن مواد كيمياوية تسمى AGEs، تتشكل عندما يتحد البروتين أو الدهون مع السكر في مجرى الدم.

لهذه المواد أثر يسرّع هدم بروتين الأوتار (أو كولاجين الأوتار)، ما يسرّع شيخوختها ويسبب تليفها ويرفع احتمال إصابتها بالتمزق.

ومع الوقت، سيتصلّب المفصل وتضعف قدرته على تحمّل الوزن أيضاً، كما أن السكر يسبب تلف الأعصاب الحسية، ما يؤدي إلى فقدان المصاب خاصية الشعور بالألم عند احتكاك عظام المفصل أو التهابها، وبالتالي يستمر في تكرار حركات تؤذي بنية وتركيبة المفصل. واستمرار هذا الاحتكاك سيؤدي إلى حدوث تمزقات في الأوتار وإصابة المفصل بالخشونة والالتهاب المزمن ومضاعفات أخرى.

معلومات مهمة

◄ الرنين المغناطيسي يظهر إن كان تمزق الكتف كلياً أو جزئياً أو في وتر واحد

◄ غالبية الحالات يمكن علاجها تحفظياً والبعض يحتاج إلى التدخل الجراحي

◄ العملية تعيد للكتف قوتها وثباتها وتعيد للرياضي قدرته على ممارسة الرياضة

◄ هدف العملية إصلاح أي تلف وتنظيف المنطقة من أي تليفات وتثبيت الكتف

◄ يثبّت الجراح المفصل في حالة خلع الكتف المتكرر ليمارس الرياضي نشاطه

◄ السكري يسبب تلف الأعصاب الحسية ويؤدي لحدوث تمزقات في الأوتار


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *