يحذر أخصائيو التغذية من أنّ الاستهلاك المنتظم للحوم الحمراء مرتبط بزيادة خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما قد يؤدّي إلى أمراض في القلب، وإلى خطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان.
وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة روكسانا إحساني: «وجدت بعض الدراسات أنّ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد خطر الإصابة بمرض السكري، وقد يقصّر عمر الإنسان».
لكن الخطر الحقيقيّ لا يكمن في تناول اللحوم الحمراء وحدها، وإنما في طريقة تحضيرها، حيث تُظهر بعض الدراسات أنّ اللحوم المحروقة تؤدي إلى خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وتؤكد الدكتورة روكسانا إحساني ذلك، قائلة: «يؤدي حرق اللحوم في أثناء الشيّ إلى التسبب في ظهور مواد مسرطنة ضارة فيها».
تناول اللحوم المعالجة أو المجهزة يعرّضك لمخاطر الاستهلاك الزائد للملح. تقول إحساني: «يمكن أن تحتوي أنواع معينة من اللحوم الحمراء مثل النقانق واللحوم الباردة على نسبة عالية جداً من الملح الذي يرفع ضغط الدم».
ولكن، يمكن أن يكون للحوم الحمراء لدى البعض تأثير أكثر خطورة. ووفقًا لاختصاصيي التغذية، يجب أن يمتنع ستة أشخاص منعاً باتاً عن تناول اللحوم الحمراء، وهم:
1 – الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول
تقول إحساني: «يجب أن يبتعد هؤلاء الأشخاص عن تناول اللحوم الحمراء يومياً، ومن الأفضل تحديد مرة أو مرتين في الشهر لتناولها، ومحاولة اختيار قطع لحمٍ منزوعة الدهن، ومأخوذة من جانب خاصرة البقرة أو من أعلى الفخذ أو أسفله، ويمكن اختيار فيليه السمك، أيضاً».
2 – مرضى القلب
على الأشخاص المصابين بأمراض القلب توخّي الحذر الشديد عند تناول اللحوم الحمراء، «فالمصابون بأمراض القلب يعانون من تراكم الترسبات غير الصحية في شرايينهم، لذا عليهم أن يتّبعوا نظاما غذائيا منخفضا في جميع أنواع الدهون، المشبعة منها، وغير المشبعة لأنها ستسبب المزيد من تراكم الترسبات»، وذلك بحسب إحساني التي تضيف: «هذا التراكم اللّويحي قد يؤدي إلى ضيق الشرايين ومنع تدفق الدم، يمكن أن تنفجر هذه اللويحات لتؤدي إلى أحداث مميتة أو شبه مميتة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية».
3 – المصابون بمرض الكلى المتقدم
يعدّ النظام الغذائي السليم للكليتين جزءاً أساسياً من خطة العلاج، وتضرّ الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين أكثر ممّا تنفع حين تتوقف الكلى عن العمل بشكل جيد. لذلك، يوصى بالحصول على 0.6 إلى 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم اعتماداً على وظائف الكلى.
4 – المصابون بمتلازمة ألفا-غال
يوضح اختصاصي التغذية جوناثان فالديز، وهو الناطق باسم أكاديمية ولاية نيويورك للتغذية وعلم التغذية أنّ «تناول المصابين بمتلازمة ألفا-غال (وهي حساسية تجاه اللحوم الحمراء)، للحوم قد يؤدي إلى الإصابة بالغثيان والقيء والحموضة والإسهال والسعال وانخفاض ضغط الدم وإلى آلام شديدة في المعدة وتورّم في الشفاه أو العينين أو الحلق».
5 – المعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب
وهي عوامل الخطر التي تشير إلى ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول، أو السكري، أو السمنة، أو قلة النشاط الجسدي، أو اتباع نظام غذائي غير صحي. تقول إحساني: «هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وبأمراض أخرى. لذا، من الأفضل لهم تجنب اللحوم الحمراء قدر الإمكان، واستبدالها بمصادر أخرى قليلة الدهن مثل صدور الدجاج أو السمك أو الفاصوليا أو العدس».
6 – من لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بالسرطان
وفاقاً لإحساني «هناك بحث يشير إلى أنّ استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة باستمرار يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون ما يستدعي أن يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أكثر حذرا. ووجدت دراسة جديدة أن اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة قد تسبب أضرارًا وراثية، إلى جانب سرطان القولون».


اترك تعليقاً