نشرت عدة مواقع إخبارية وصفحات لنشطاء وصحفيين تقارير غير مؤكدة تفيد بوفاة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قبل شهر لـ”أسباب طبيعية”.

ما صحة الخبر؟

وكان الصحفي، حسن حسن ، من الأوائل الذين نشروا الخبر في سلسلة تغريدات على تويتر قال فيها إن “تلك الأنباء يتم تداولها في دوائر مغلقة وأن البعض على الأقل يتعامل معها كأخبار مؤكدة”.

وأضاف بأن حسابات تابعة لعناصر في القاعدة ومن بينها “حراس الدين”، أحد أذرع القاعدة في سوريا، أعلنت وفاة أيمن الظواهري”.

 

ونشرت ريتا كاتز، مديرة موقع” سايت” الذي يتابع نشاطات التنظيمات المتطرفة، مجموعة تغريدات تطرقت إلى انتشار تقارير تفيد بمقتل زعيم القاعدة منذ شهر نتيجة المرض مضيفة أن “التنظيم لم يؤكد الأمر بعد”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها أخبار تفيد بمقتل شخصيات بارزة في التنظيم، كما أن شكوكا كثيرة حامت حول الحالة الصحية للظواهري، منذ فترة.

وقد ذكّرت ريتا كاتز بأحداث سابقة وتقارير صحفية قديمة أعلنت مقتل قياديين بارزين في التنظيم ولم يؤكد الأخير الخبر إلا بعد أشهر.

وتقول إن ” التنظيم يحاول عادة التستر على مقتل قادته ولا يعلن عنها إلا في الوقت المناسب”.

ومن غير الواضح، من سيخلف الظواهري في حال ثبوت وفاته، وفق ما ذكرته ريتا كاتز.

مقتل رجل القاعدة الثاني

وتأتي الأنباء في وقت تتحدث فيه صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة .

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن “عبد الله أحمد عبد الله، الملقب بأبي محمد المصري، والمتهم بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتين أميركيتين بأفريقيا عام 1998، قد قُتل في إيران يوم 7 أغسطس/آب الماضي على يد عملاء إسرائيليين، بناء على طلب من الولايات المتحدة.

في حين نفت الخارجية الإيرانية ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز ووصفته بالخبر الزائف. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده تنفي بقوة وجود أي من عناصر التنظيم على أراضيها.

مغردون: هل ما يزال التنظيم يشكل تهديدا؟

ورغم عدم تأكد خبر وفاة الظواهري، وتضارب الاخبار حول مقتل رجل التنظيم الثاني في إيران، إلا أنها انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها أخبار مؤكدة.

وأطلق بعض المعلقين العرب وسما يحمل اسم الظواهري لمناقشة “تداعيات تلك الأنباء وما إذا كانت ستنهي خطر الجماعات الإرهابية في المنطقة”.

وقلل معلقون ومراقبون على مواقع التواصل من تداعيات الأنباء المتداولة حول وفاة الظواهري أو الزعيم الثاني في تنظيم القاعدة قائلين إن “التنظيم بات أكثر ضعفا بعد مقتل بن لادن وظهور تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية”.

ويقول بعضهم إن الإدارة الأميركية تجاهلت نسبيا تنظيم القاعدة منذ تولي الظواهري زمام الأمور في عام 2011 نظرا لنقاط الضعف الظاهرة في قيادته والتي ساعدت في نهاية الأمر في تفكيكه”.

في المقابل، يعتقد معلقون ومراقبون آخرون أن الظواهري “لا يقل خطورة عن بن لادن بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم”.

لذا يرون أنه “وفاته ستشكل ضربة قاضية لتنظيم القاعدة وستشل حركات باقي الجماعات الإرهابية التي خرجت من رحمه”.

ولم يخل الحديث حول زعيم تنظيم القاعدة ونهايته من التوظيف والمناكفات السياسية، إذ تبادل بعض الصحفيين العرب الاتهامات بـشأن” الدعم المالي للجماعات المتطرفة ومن يقف وراء نشأتها”.

وحاول كل فريق التملص من إرث تلك الجماعات وربطه بخصومهم السياسيين.

في حين يرى آخرون أن شبح التطرف والغلو قد زاد تهديده بعد المواجهات مع تنظيم الدولة ، وسيستمر ما لم تكن هناك استراتيجية تعليمية للنهوض بالعقل وتنمية مهارات التفكير النقدي والتخلص من المسلمات”.

 

وغالبا ما كان يشار إلى الظواهري، الذي ساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية، بالساعد الأيمن لأسامة بن لادن والمنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة.

تلقى الظواهري تعليمه الأولي في مدارس مصر الجديدة ، والتحق بجامعة القاهرة حيث حصل على شهادة في الجراحة العامة.

وانخرط الظواهري في نشاطات حركات الإسلامية في سن مبكرة، وتنقل بين فروعها وفصائلها المتعددة حتى انتقل إلى باكستان وأفغانستان.

في السنوات التي أعقبت الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، يعتقد أن الظواهري أقام في بلغاريا والدنمارك وسويسرا، واستخدم في بعض الأحيان جوازات سفر مزورة للتنقل إلى منطقة البلقان والنمسا واليمن والعراق وإيران والفلبين.

وضعت واشنطن اسم الظواهري ثانيا -بعد بن لادن- في قائمة المطلوبين أمنيا بعد تفجيرات نيروبي ودار السلام التي استهدف السفارة الأمريكية 1998عام، ثم وجهت إليه اتهاما مباشرا بالضلوع مع أسامة بن لادن في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الأراضي الأميركية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *