“حصوات الكلى” باتت شائعة في جميع أنحاء العالم وأصبحت أكثر انتشارا في الوقت الحاضر، وارتفع معدل حدوثها في الخمسين عاما الماضية في أغلب دول العالم، وتصيب حاليا ١٢% من البشر، وذلك بسبب عدم قدرة جسم الإنسان على تحمل “أملاح الأكسالات ” التي تعد أحد الأملاح الرئيسية المكونة للحصوات.
ففي ظل حرارة الصيف التي ترتفع معدلاتها عاما بعد عام، وفقد الجسم كميات كبيرة من الماء نتيجة لكثرة إفراز العرق يزيد معدلات الاصابة بحصوات الكلى، خاصة لدى الأشخاص ذوي الإستعداد لتكوينها، وتتوقع التقديرات العالمية حدوث زيادة تصل إلى 10% في معدل انتشار حصوات الكلى في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين بسبب تأثيرات الاحترار العالمي، مع زيادة متصاعدة بنسبة 25% في نفقات الرعاية الصحية.
وقال الخبراء إن هناك أربعة أسباب تزيد من معدلات تكوين حصوات الكلى ، وتجعل منها واحدة من أكثر المشاكل الصحية المؤلمة التي يعاني منها العرب خاصة في شهور الصيف، موضحين أن تلك الأسباب هي ارتفاع درجات حرارة الجو والرطوبة، وقلة شرب الماء والعرق الغزير، والنمط الغذائي غير الصحي إلى جانب قلة الحركة.
وأضاف الخبراء أن هناك عوامل مساعدة تعزز فاعلية تلك الأسباب وتزيد من احتمالات تكوين الحصوات، وهي الجفاف، وتناول الوجبات الغنية بالبروتين الحيواني والصوديوم، وتناول مستحضرات الكالسيوم إلى جانب الأوكسالات، والأخطر النمط الحياتي للأجيال الجديدة من الشباب والأطفال والذي يتميز بإدمان السكر، لافتين إلى أن عملية نمو حصوة الكلى بطيئة وتتطلب وقتا أطول لعرقلة المسارات الكلوية.
وأوضح الخبراء أن عدد الأبحاث الحديثة التي تناولت موضوع “الأملاح والصيف والحساسية والمناعة”، بلغ عددها حتى الآن عشرة أبحاث حديثة منشورة في الدوريات العلمية حول الأملاح والصيف والحساسية والمناعة، كشف أحدثها والذي تم نشره خلال شهر يوليو الحالي أن “أملاح الستيرات” المتوافرة في الموالح والريحان والكرفس مانعة قوية لبورة أملاح الكالسيوم ونمو الحصوات، وبالتالي فإن شراب الليمون أو البرتقال يقلل من حدوث حصوات الكلى.
وأضافوا أنه من خلال تتبع عملية تكوين حصوات الكلى في الكبار والأطفال، تم اكتشاف أنه يصاحبها انخفاض في نسبة السيترات في البول تصل إلى نحو 50% من حالات حصوات الكلى، وزيادة الحموضة في الممرات الكلوية، مشيرين إلى ان العامل الوراثي يتصدر الأسباب المؤدية إلى إنخفاض نسبة أملاح السترات في البول، حيث وجد في دراسة حديثة أجريت على الذين يعانون من تكرار تكون “حصوات الأوكسالات ” في الكلى أنهم وأولادهم لديهم مستويات أعلى في الأوكسالات ومستويات أقل في السيترات.
وقالوا إن نقص عنصر البوتاسيوم كذلك يؤدي إلى نقص مستوى أملاح السيترات التي تحول دون تكون الحصوات، إلى جانب كثرة تناول البروتين الحيواني، وقلة تناول الأغذية القلوية وهي الفواكه خاصة الحمضيات والخضراوات، والعلاج ببعض الأدوية الخاصة بعلاج ارتفاع ضغط الدم المرتفع، لافتين إلى أن نزول حصوة الأوكسالات لا يعنى عدم تكرارها، ولهذا يجب الالتزام بالنصائح الطبية، وعدم تناول الأدوية التي تعزز تكرار حدوثها، وشددوا على أن على الفئات المعرضة أجسامهم لتكوين الحصوات الإقلال من الأغذية الغنية بأملاح الأوكسالات، وهي الفول السوداني، المكسرات، نخالة القمح ( الردة )، السبانخ، الخضروات الخضراء الداكنة، الشيكولاته، البقول، البنجر، التوت، حليب الصويا، الشيبسى، البطاطا، الفلفل الملون، والباذنجان، مشيرين إلى أن الاستنبات (مثل الحلبة المستنبتة) يقلل من كمية الأوكسالات في الأطعمة.
وأكدوا أنه في حالة عدم تعويض السوائل المفقودة بسبب الجو الحار والرطوبة وزيادة العرق، بشرب الماء والسوائل غير المحلاة وتناول الفاكهة وخضروات السلاطة، فإن البول يقل وتترسب بلورات الأملاح في الجهاز البولي مكونة الحصوات، لافتين إلى أن حصوات الكلى هي رواسب صلبة صغيرة للأملاح المعدنية وأملاح الأحماض تتشكل عندما يتركز البول في الكلى أو الحالب أو المثانة البولية أو مجرى البول.
وأوضحوا أن نتائج تلك الأبحاث أشارت إلى إعجاز رباني لم يكن معروفا من قبل، يتمثل في أن دور البكتيريا النافعة في الأمعاء في منع تكون حصوات الكلى من خلال تكسير الاكسالات في الأمعاء، وفي ظل قلة عددها نتيجة استخدام المضادات الحيوية يزيد امتصاص الأكسالات في الدم والبول، مما يزيد من فرص تكون الحصوات، وقد بينت الأبحاث الحديثة وجود نقص شديد في البكتيريا الصديقة في المصابين بتكرار الحصوات الكلوية، وفي دراسة حديثة نشرت في شهر ابريل الماضى بينت إمكانية حدوث فشل في النخاع نتيجة ترسب أملاح الأوكسالات نتيجة عيب وراثي.
اترك تعليقاً