789017-1

قال باحثون من تايلاند: إنهم اكتشفوا طريقة صيد لدى الحيتان لم تكن معروفة حتى الآن، وحسب الباحثين فإن ما يعرف بالحوت البريدي الذي تنتمي إليه فصيلة الحيتان الزرقاء والحيتان البالينية العملاقة يجرف الأسماك في وضع عمودي إلى فمه مباشرة بقوة بمساعدة دوامة من المياه يصنعها بنفسه.

وقال فريق الباحثين تحت إشراف تاكاشي إواتا الذي انتقل الآن للعمل في جامعة سانت أندروز البريطانية، “إنه لاحظ هذه الظاهرة نحو 60 مرة لدى حيتان بالغة وأخرى صغيرة في أعالي خليج تايلاند”.

وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت في دورية “كارانت بايولوجي” المتخصصة في علم الأحياء، “إن هذا السلوك الذي لم يسبقهم أحد إلى وصفه حتى الآن يدل على مدى قدرة الحيتان على الابتكار”.

وأوضح الباحثون أن الحيتان تقف أثناء ذلك بشكل عمودي في المياه وترفع رأسها من المياه مغلقة الفم في البداية، ثم تفتح الفك السفلي لأسفل حتى يلمس هذا الفك سطح المياه.

وعندما تضع الحيتان زاوية الفم تحت الماء فإنها تجرف بذلك أسماكا صغيرة بواسطة الدوامة الناشئة عن ذلك “حيث يبدو الكثير من سمك السردين الصغير وكأنه فقد القدرة على تحديد الاتجاه مما يؤدي لوقوعها ضحية تيار المياه الناتج عن هذه الدوامة وانجرافها داخل فم الحوت”.

وأوضح الباحثون أن هذه الـ “مناورة” تستمر 10 إلى 30 ثانية إجمالا قبل أن يغلق الحوت فمه ويعاود الاختفاء.

وكان الباحثون حتى الآن يعرفون فقط طريقة الصيد التي يسبح الحوت الباليني خلالها بفم مفتوح ويعتمد على البالين، الذي يستخدمه بدلا من الأسنان في ترشيح الأسماك والكريليات من الماء أثناء سيره بسرعة كبيرة.

ورغم أن الحوت البريدي الذي يمكن أن يصل طوله إلى 13 مترا يبذل جهدا خلال الطريقة التي رصدها الباحثون الآن وذلك لكي يظل عموديا في الماء إلا أن الحوت يستهلك خلالها طاقة أقل بكثير من الجهد الذي يبذله في الطريقة المعروفة وذلك بسبب ضعف مقاومة المياه كثيرا عن الطريقة الأولى حسبما يرجح الباحثون.

وقال الباحثون: إن هذا الترشيد في الطاقة ليس السبب وراء استخدام الحوت هذه الطريقة المكتشفة حيث يفسر الباحثون هذه الطريقة الملفتة للانتباه بأن منطقة أعالي خليج تايلاند فقيرة الأكسجين مما يجعل الأسماك التي يفترسها الحوت تظل قريبة من سطح المياه.
وقال الباحثون: إن هذا المثال يدل على مدى قدرة الحيتان على الابتكار في تعاملها مع البيئة التي تعيش فيها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *