
كويت نيوز: بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين، تشهد ثلاث مناطق جنوب دمشق اليوم خروج نحو 4 آلاف جهادي ومدني منها، في اتفاق غير مسبوق بين حكومة الرئيس بشار الأسد ووجهاء من السكان تنطبق مفاعيله على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) و»جبهة النصرة» الموالية لتنظيم القاعدة.
ووفق مصادر مطلعة عدة، فإن الاتفاق ينص على خروج هؤلاء المسلحين وعائلاتهم، وغالبيتهم من «داعش»، ومدنيين آخرين راغبين في المغادرة من مناطق الحجر الأسود والقدم واليرموك جنوب العاصمة دمشق.
وبدأت المفاوضات مع حكومة الأسد بمبادرة من وجهاء تلك المناطق، بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج عن حصار تفرضه قوات النظام منذ عام 2013، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد مصدر حكومي مطلع على الملف أنه «تم التوصل إلى اتفاق بخروج 4 آلاف مسلح ومدني، من كل الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، وبينهم عناصر من النصرة وداعش». وسيبدأ تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق بخروج المسلحين اليوم «لتكون وجهتهم الرقة ومارع»، التي تعد من أبرز معاقل «النصرة» في ريف حلب الشمالي، كما تعتبر الرقة معقل «داعش».
وينص الاتفاق في مرحلته الثانية على «إزالة السواتر الترابية وتسوية أوضاع المسلحين (الذين فضلوا البقاء) وتأمين مقومات الحياة وعودة مظاهر مؤسسات الدولة وتحصين المنطقة ضد الإرهاب».
ودخلت مساء أمس الأول إلى منطقة القدم «18 حافلة برفقة فرق الهندسة التابعة للجيش السوري، مهمتها استلام العتاد والاسلحة الثقيلة التابعة لمسلحي داعش وبعض مجموعات النصرة قبل نقلهم»، وفق المصدر الميداني، بينما أكد أحد وجهاء بلدة القدم أنه «يحق لكل مسلح إخراج عائلته وحقيبة واحدة وسلاحه الفردي».
ويوجد «داعش» في منطقة الحجر الأسود منذ يوليو 2014، ويستخدمها كقاعدة لشن هجومه ضد العاصمة، أما حي القدم القريب، حيث تتواجد فصائل مقاتلة، فلا يشهد عمليات عسكرية بسبب تنفيذ مصالحة فيه مع قوات النظام.
ويعاني سكان مخيم اليرموك، الذي يسيطر «داعش» و«النصرة» على 40 في المئة منه، حصارا فرضته قوات النظام منذ حوالي عامين، ويتواجد فيه حاليا نحو 7 آلاف شخص من السوريين والفلسطينيين، بعد خروج نحو عشرة آلاف فلسطيني إلى الأحياء المجاورة إثر هجوم «داعش».
في السياق، أفاد المرصد عن انتقال 212 عنصرا في «النصرة» من محافظة درعا إلى إدلب، في إطار عملية جرت على مرحلتين في ديسمبر الجاري، مقابل إفراج الجبهة عن أسرى وضباط إيرانيين، وتمت وفقا لتعليمات زعيمها أبومحمد الجولاني، الهادفة لترتيب «البيت الداخلي»، بعد مقتل «أميرها» على درعا الأردني، الملقب بأبو جليبيب، وتعيين «أمير» جديد من القلمون بريف دمشق.
وفي حمص، بدأ أمس في حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة تنفيذ البند الخامس من اتفاق هدنة أبرم مع قوات النظام، وينص على السماح بالدخول والخروج من الحي، بعد التسجيل في قوائم لدى لجنة مختصة.
وفي تونس، أكدت وزارة الداخلية أمس أن أكثر من 600 عنصر تونسي يقاتلون في سورية عادوا إلى البلاد، مشيرة إلى أن هؤلاء بين نحو ثلاثة آلاف مقاتل تونسي قتل منهم 800 عنصر.
وفي موسكو، ذكرت هيئة الأركان العامة الروسية أنها نفذت أكثر من 5 آلاف طلعة قتالية ضد مواقع منذ بداية عملياتها العسكرية في سورية، موضحة أن بينها 145 قامت بها قاذفات وحاملات صواريخ من سلاح الجو الاستراتيجي بعيد المدى.
وأوضح مدير عمليات الهيئة الفريق سيرغي رودسكوي، في مؤتمر صحافي، أن 142 غارة جاءت وفقا للخطة المعتمدة مسبقا، أما 47 غارة أخرى فنفذتها الطائرات الروسية ضد أهداف تم الكشف عنها خلال المناوبة القتالية.
سياسيا، أبدى وزير الخارجية القطري خالد العطية أمس اعتراضه على وضع قوائم بأسماء الفصائل المعارضة قبل إجراء محادثات السلام المرتقبة مطلع يناير في جنيف.
وقال العطية، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي في موسكو، «نحن ضد التصنيف المطلق للجماعات. الأهم هو فهم المنطق الذي من ورائه حملت هذه المجموعات السلاح… أهدافها ودوافعها»، مضيفا: «إذا اتضحت لنا هذه الرؤية نستطيع الوصول لأرضية مشتركة وتصحيح المسار. المهم هو العمل على إزالة الخلافات ودعم عملية سياسية جادة لإنهاء هذه المأساة المستمرة».
وشدد لافروف على ضرورة ضمان مشاركة أوسع دائرة ممكنة من عناصر المعارضة في المحادثات المستقبلية، مؤكدا استمرار الخلاف الأساسي بين روسيا وقطر حول شرعية الرئيس السوري.
وبعد اجتماعه مع مستشار الدولة الصيني يانغ جيتشي، خلال زيارته لبكين، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس بتركيز الجهود الدولية على منع «تسرب الإرهابيين» من تركيا والأردن، مؤكدا الحاجة إلى «تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب». في غضون ذلك، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار المقدم من السعودية والإمارات وقطر عن حال حقوق الإنسان في سورية وإدانة النظام، بموافقة 106 دول، ومعارضة 13 دولة بينها الجزائر، وامتناع 34 دولة عن التصويت، حسبما أوضح مندوب الرياض لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي.
قتل العديد من قادة تنظيم “جيش الإسلام” أمس في غارة استهدفت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، اجتماعا لهم في غوطة دمشق الشرقية قرب منطقة أوتايا.
وبينما أكد المرصد أن مصير قائد الجيش زهران علوش لايزال مجهولا، أعلن التلفزيون السوري مقتل القيادي البارز الناشط في منطقة درعا.
ومحمد زهران علوش (مواليد 1971) عمل في مجال الدعوة بمدينة دوما، مكملا لمسيرة والده عبدالله في الدعوة السلفية، وسافر إلى السعودية، حيث أكمل التعليم الشرعي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعاد ليعمل في المقاولات بسورية، إضافة إلى نشاطه في الدعوة.
ويعد أهم قيادات المعارضة المسلحة التي أعلنت صراحة حربها على تنظيم داعش، وتمكنت من طرده من مدن الغوطة الشرقية وبلداتها منتصف العام الماضي وأواخره، إضافة إلى قتالها قوات الأسد.


اترك تعليقاً