كويت نيوز: قال خبير الارصاد الجوية والبيئة عيسى رمضان اليوم ان مشروع الحزام الاخضر لدولة الكويت يستهدف التخفيف من آثار التصحر والحد من العواصف الرملية التي تهب على البلاد.
واضاف رمضان وهو عضو اللجنة الوطنية للتصحر في حديث مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان فكرة اقامة الحزام الاخضر مقترح تبناه بعض اعضاء المجلس البلدي لطرحه كمشروع وطني لمحاربة التصحر بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتصحر التي ترأسها الهيئة العامة للبيئة وتضم المؤسسات ذات العلاقة المشتركة.
وذكر ان المشروع يأتي في وقت يمر به العالم بتغيرات سريعة من الأزمات والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية حيث تسعى الدول جاهدة لمواجهة هذه الأزمات والتكيف مع المتغيرات الطارئة والسريعة وذلك بوضع نظام مبكر يحمي أكبر عدد من الأرواح والممتلكات.
واوضح ان المشروع يأتي ايضا بعد اتساع رقعة الجفاف والتصحر وزيادة الكوارث الطبيعية والعواصف الرعدية والرملية بسبب تغيرات المناخ الأخيرة التي تعتبر من أكبر التحديات المستقبلية التي ستتسبب بضغوط اضافية من الأزمات الأقتصادية والاجتماعية على البلاد.
وقال رمضان ان هذه التحديات دعت بعض الأشخاص الأكاديميين والمتخصصين في مجال المناخ والبيئة والزراعة والهندسة الي تقديم هذا المشروع الوطني الحيوي الذي سيقلل من أعباء الالتزامات المقبلة للتخفيف من إنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري حسب الاتفاقيات الجديدة التي ستصدرها الأمم المتحدة وتلزم من خلالها الدول النامية بتطبيقها ما بعد عام 2020.
وبين ان اهداف مشروع الحزام الأخضر هي التخفيف من آثار التصحر وزحف الرمال وهجمات العواصف الرملية التي تأتي من خارج دولة الكويت.
واوضح انه من خلال التجارب البحثية للنماذج الحسابية فانه يتوقع لهذا المشروع ان يخفف نسبة تتراوح من 20 الى 30 في المئة من العواصف والظواهر الجوية الغبارية التي تأتي من خارج دولة الكويت ومن 60 الى70 في المئة من العواصف الرملية المحلية خلال فصول السنة وخصوصا خلال فصل الصيف.
واضاف ان المشروع يساعد كذلك على خفض درجات الحرارة ما بين 4 الى 6 درجات مئوية في محيط المشروع وحوله بالاضافة الى خفض بمعدل 3 درجات مئوية بنواحي ضواحي مدينة الكويت كما سيكون من عوامل سحب كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وانتاج كميات كبيرة من غاز الأكسجين.
وافاد بان من اهم أهداف المشروع ايضا تحسين نوعية وجودة الهواء والحد من المخاطر الجوية كالتصحر والجفاف والعواصف الرملية وحركة الكثبان الرملية.
وقال ان المشروع سيحقق على الجانب الاخر إلتزامات دولة الكويت بالمبادرات الدولية وتنفيذ الإلتزامات الدولية بشأن زيادة الرقعة الخضراء والحد من ظاهرة التغير المناخي والالتزام بإتفاقيات التنوع البيولوجي.
واشار الى ان الحزام الاخضر سيحد ايضا من ارتفاع درجات الحرارة في المناطق المحيطة والمناطق المجاورة وسيشكل مظهرا جماليا للترويح السياحي وبناء ضواحي ومشاريع عمرانية سكنية وغيرها من المشاريع الأخرى.
وتطرق رمضان الى مكونات مشروع الحزام الاخضر قائلا ان يحتوي على أشجار وشجيرات بطول 50 الى 180 كيلومترا وبعرض يتراوح مابين خمسة الى 20 كيلومترا سيتم زراعتها على مراحل قد تمتد الى خمس سنوات او أكثر تتخللها بعض الطرقات والمزارع والمناطق السكنية والمشاريع السياحية والجامعات مع عدم التعرض لأي مشاريع لتنقيب النفط مستقبلا.
واشار الى امكانية ري نباتات المشروع باستخدام المياه المعالجة الثنائية من مياه الصرف الصحي بدلا من سكبها في مياه الخليج العربي او من المخزون الوطني للمياه الجوفية في المناطق المختارة عبر استخدام الطاقة الشمسية لإستخراج المياه.
ولفت الى انه سيتم إختيار الأشجار المحلية التي تتحمل ظروف الطقس القاسية والعواصف الرملية من جفاف وكذلك زراعة النباتات المحلية المعمرة كالعوسج موضحا ان من هذه النباتات أشجار الصفصاف والأثل والطلح والسدر والنيم والمرينجا وغيرها من الاشجار التي لا تحتاج الى عناية او مياه كثيرة مستقبلا.
وذكر رمضان ان الجزء الأول من هذا المشروع سيكون في الجهة الشمالية الغربية من دولة الكويت مبينا ان سبب اختيار المكان يعود الى كون هذه المنطقة تتعرض للرياح الشمالية الغربية السائدة والغبار المتكرر يليه المناطق الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية في المشاريع المقبلة.
واضاف ان المنطقة الشمالية الغربية من الكويت منطقة تكثر فيها الكثبان الرملية المسببة لمعظم العواصف الرملية شبه اليومية والتي تكلف الدولة سنويا مئات الالاف من الدنانير لإزالة الرمال المتراكمة على المنشآت الحيوية في مسار تلك الكثبان علاوة على الرياح السائدة التي تأتي من الشمال الغربي محملة بكميات كبيرة من الأتربة والغبار من مناطق خارج حدود الكويت.
اترك تعليقاً