يصل رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس ابراهيم محلب الى دولة الكويت غدا في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام تحمل تأكيدا جديدا على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. ومن المقرر أن يلتقي محلب كلا من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء .
وتتضمن زيارة رئيس الوزراء المصري ايضا إجراء لقاءات مع مسؤولي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للاستثمار والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وأعضاء غرفة تجارة وصناعة دولة الكويت والمعهد العربي للتخطيط فيما يضم الوفد المرافق لمحلب محافظ البنك المركزي ووزراء البترول والاسكان والاستثمار.
وتأتي زيارة محلب بعد أقل من شهر على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت وهي الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة في يونيو الماضي حيث أجرى مع سمو أمير البلاد مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد الفترة الحالية تنامياً ملحوظاً في مستوى العلاقات الثنائية بين الكويت ومصر بمختلف المجالات وفي ظل المساعي لترسيخ العلاقات الخليجية المصرية في جميع الصعد.
وتزخر العلاقات الكويتية المصرية بتاريخ حافل ومشرف في المواقف المبدئية فقد أكدت دولة الكويت دائما تأييدها ووقوفها الى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن مصر واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبادلتها القيادة المصرية بالمثل في العديد من الأزمات التي مرت بها الكويت ومن أبرزها الموقف المصري الواضح والمؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990.
وفي الأحداث التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية أعلنت دولة الكويت رسميا دعمها للشعب المصري وإرادته معربة عن الامل في أن تتجاوز مصر المرحلة الدقيقة التي تمر بها لتصل إلى بر الامان والاستقرار.
ولم تنقطع اللقاءات بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات ولم تقل وتيرة الزيارات المتبادلة لبحث العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك ولعل أبرز تلك اللقاءات حضور سمو أمير البلاد مراسم تنصيب الرئيس السيسي في يونيو الماضي وقبل ذلك زيارة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور للكويت في أكتوبر 2013.
وحرصت الكويت على تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والمالي حتى يتمكن الشعب المصري من تجاوز الظروف الدقيقة التي يمر بها وتجلى ذلك من خلال تقديمها منحا مالية عاجلة كما حصل في نوفمبر الماضي حين تسلمت مصر مبلغ مليار دولار منحة لا ترد من الكويت كما جرى في يوليو 2013 بناء على توجيهات سمو أمير البلاد اعتماد مجلس الوزراء تقديم معونة عاجلة لمصر تضمنت وديعة بقيمة ملياري دولار في بنك مصر المركزي اضافة الى مليارين آخرين يقدم منها مليار دولار كمنحة فيما يقدم المليار الرابع على شكل نفط ومشتقاته.
ويرتبط البلدان باتفاقيات اقتصادية منذ نصف قرن فقد وقعت الكويت ومصر أولى الاتفاقيات الاقتصادية بينهما عام 1964 تلتها العديد من الاتفاقيات التجارية كالاتفاق بين غرفتي التجارة في كلا البلدين عام 1977 واتفاق التعاون الاقتصادي والفني بين الدولتين الموقع عام 1998 والذي أعيد تجديده في ديسمبر 2012 ليشمل جميع الجوانب التجارية والصناعية لاسيما قطاع المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة وتنمية المشروعات الصغيرة وتشجيع القطاع الخاص والاستثمار والمشاركة في المعارض.
ووقع البلدان في العام الماضي اتفاقية للتعاون التجاري والصناعي بين البلدين ومذكرة تفاهم في مجال المعارض والمؤتمرات كما احتضنت الكويت في نوفمبر الماضي فعاليات معرض (عمار يا مصر) بمشاركة أكثر من 35 من كبرى شركات العقار المصرية حيث شهد الكشف عن مجموعة ضخمة من أكبر وأحدث المشاريع العقارية في أكبر مدن مصر.
وتستثمر الكويت بالدرجة الأولى في المجال الصناعي يليه المجال السياحي ثم مجال التمويل والاتصالات والمعلومات والمجالات الإنشائية وأخيرا المجالات الخدمية.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت نحو 405 ملايين دولار سنويا دون المشتقات البترولية وشهدت التجارة البينية بين البلدين نموا ملحوظا حيث قفزت الصادرات من 58 مليون دولار عام 2007 الى 109 ملايين دولار عام 2011 بمعدل نمو وصل الى 88 في المئة فيما ارتفعت الواردات من 192 مليون دولار عام 2007 الى 253 مليون دولار عام 2011 بمعدل نمو بلغ 32 في المئة.
اترك تعليقاً