في الوقت الذي ارتفعت فيه مواد البناء في الكويت بشكل مفاجئ منذ بداية العام بحجة ارتفاع سعر الديزل، توقع عاملون في القطاع الخاص السعودي استمرار أسعار الحديد في التراجع خلال الفترة الحالية، بسبب انخفاض تكاليف التصنيع والشحن وتفوق المعروض على الطلب، وقالوا إن هذا الوضع يشكل فرصة مواتية للحديد المنتج محليا، خاصة أنه المعتمد في المشاريع الحكومية.
وقال المهندس معمر العطاوي رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة لصيحفة الاقتصادية: إن سعر الحديد قد ينخفض بما لا يقل عن 200 ريال للطن الواحد إذا استمرت حالة التراجع في الفترة المقبلة، مرجحا أن تخفض شركة ‘سابك’ أسعارها وحجم إنتاجها تماشيا مع هذه المستجدات.
وأضاف العطاوي أن تراجع الأسعار يرجع لعدة أسباب هي انخفاض تكاليف التصنيع وأسعار الشحن بسبب انخفاض سعر النفط، إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار والانخفاض النسبي في عدد المشاريع المطروحة.
واعتبر تراجع سعر الحديد المحلي والمستورد يصب في مصلحة الأول، وقال ‘الإنتاج المحلي يلقی إقبالا أكبر من المستورد لمواصفاته عالية الجودة وتوافره، خاصة أنه المعتمد للمشاريع الحكومية’.
أما مشاريع القطاع الخاص فقال ‘إن لم يكن فرق الجودة كبيرا فالاختيار سيكون للسعر المغري’.
وقال رئيس لجنة المقاولات في جدة ‘لكل مصنع سياسته في التعامل مع كميات الحديد الفائضة، وأغلب المصانع بدأت تصنيع حديد الرولات ومن المرشح إنتاج أنواع جديدة اعتمادا علی طلبات السوق’.
وأضاف ‘إذا ضخت الحكومة ممثلة في وزارة الإسكان قروضا لإنشاء وحدات سكنية فسينتعش الطلب ويستوعب السوق كميات أكبر لأن حجم المشاريع المطروحة وتحت التنفيذ لا تزال كبيرة’.
من جهته، قال لـ ‘الاقتصادية’ فهد العنقري نائب الرئيس للشؤون الفنية في إحدى كبرى شركات البناء والمقاولات في جدة، إن أسعار الحديد بدأت انخفاضا قبل أكثر من شهر، ولا يزال مستمرا بسبب تفوق المعروض علی الطلب.
وأضاف أن المواصفات الموحدة للحديد تفتح المجال أمام المنافسة بين المنتج المحلي والمستورد، وأن الحديد الأوكراني غير مقبول في المشاريع الحكومية التي تطلب ما تنتجه ‘سابك’.
وذكر أن المقاول يهمه السعر المنافس لكن بشرط أن يوافق عليه المهندس الاستشاري المشرف علی المشروع، مضيفا أن تراجع الأسعار ‘لن يعود بآثار سلبية، سواء على قطاع الحديد أو الإنشاء’.
وذكر أيضا مستثمر في قطاع الحديد أن تراجع الأسعار يرجع لدخول مصانع جديدة إلی السوق وارتفاع الإنتاج المحلي وتفوقه على الطلب.
وقال إن العرض بلغ عشرة ملايين طن فيما الطلب لا يتجاوز سبعة ملايين، مؤكدا أن المنتَج المحلي يلقی إقبالا أكثر من المستورد، سواء من تركيا أو أوكرانيا أو الصين.
وحول الأسعار، فأوضح أنها تراجعت أول الأمر بنحو 100 ريال، وزادت لاحقا بـ 200 ريال، وتوقع مزيدا من التراجع إذا لم توجد الحلول السريعة للحد منه.
وأضاف ‘حديد مقاس 8 مم تراجع من 3000 ريال للطن الواحد إلی 2700 ريال، أما مقاس 16 مم فتراجع من 2700 ريال إلی 2480 ريالا’.

اترك تعليقاً