2تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة الأحد بتقديم ملايين الدولارات ولكنها ألحّت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

ووعدت قطر، على لسان وزير خارجيتها خالد العطية، بتقديم مساعدات قدرها بليون دولار لتكون بذلك اكثر المانحين سخاء حتى الآن.

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء فيه ستقدم في الاجمالي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين.

وتبرعت ألمانيا بـ50 مليون يورو لإعادة إعمار غزة، وأوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أنه ‘لا يمكن القبول بعودة الأمر الواقع إلى قطاع غزة، ولا يرغب أحد في إنشاء بنية تحتية يتم تدميرها بعد فترة قصيرة، ولتحقيق ذلك لا بد من التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، لابد أن تكف حماس، وبقية الجماعات المتطرفة عن استخدام غزة كمخزن للأسلحة’.

وأعلن دعم ألمانيا لإعادة تسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية في قطاع غزة، مطالباً إسرائيل بتخفيف الحصار الذي تفرضه على القطاع.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده ستقدم 212 مليون دولار مساعدات اضافية للفلسطينيين.

وتعهدت ايرلندا بثلاثة ملايين دولار لإعادة إعمار القطاع، وقال ممثلها في المؤتمر إنه يجب أن ينتهي الحصار والقيود التي تفرض على الحياة الطبيعية في غزة، كما يجب أن تنتهي الهجمات ضد إسرائيل.

ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، كما دعا الطرفين للالتزام بهذه العملية ان يتجنبوا أي عملية تعوق مسار السلام.

وتعهدت الكويت بتقديم 200 مليون دولار على 3 سنوات. وتبرعت الإمارات بمبلغ ٢٠٠ مليون دولار لإعادة إعمار غزة.

وطالبت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية لبنى القاسمي في كلمتها في المؤتمر، إسرائيل عدم الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي التي تقوم بها تجاه غزة.

وقالت إن الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمر بتخصيص ٢٥ مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني في حزيران (يونيو) وتخصيص ٤١،٦ مليون دولار للمشاركة في تمويل المشاريع التنموية حتى بلغ إجمالي الدعم حتى الآن ٩٢ مليون دولار وبذلك تعد فلسطين خامس أكبر مستفيد من المساعدات الإماراتية في العالم.

وأعربت الوزيرة الإماراتية عن أملها في التنسيق مع الحكومة الفلسطينية الجديدة لتحديد للمضي قدماً في المشاريع التنموية الفلسطينية، مؤكدة التزام بلادها في توفير الاحتياجات المطلوبة والتزامها بمبادرة السلام في الشرق الأوسط.

غير ان المانحين أعربوا بوضوح عن مخاوفهم من ان تذهب مساعداتهم سدى مرة اخرى اذا لم يتم التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل.

وكان وزير الخارجية الاميركي الأكثر صراحة، معبّراً عن ذلك بلا مواربة.

وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صرح كيري ‘أقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم ان الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لأن هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك’.

واضاف كيري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ‘لا اعتقد ان اي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس المائدة للحديث عن اعادة اعمار غزة’ بسبب التقاعس عن ‘التعامل مع القضايا الاساسية’ التي تؤدي الى تكرار النزاع.

وكان السيسي خاطب في كلمته الافتتاحية اسرائيل بالقول ان ‘الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين’.

وأضاف السيسي امام المؤتمر الذي يشارك فيه موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية حوالى ثلاثين بلدا وممثلو عدة هيئات اغاثية ومنظمات دولية او سياسية مثل صندوق النقد الدولي او جامعة الدول العربية ‘اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع’.

ومن جهته دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى ‘مقاربة دولية جديدة’ لتسوية النزاع وانهاء الاحتلال.

وحذر بان من ان الوضع في قطاع غزة لا يزال قابلا للاشتعال في اي لحظة، ودعا المانحين إلى ‘دعم سخي’ لقطاع غزة.

ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لإعادة الإعمار بقيمة اربعة بلايين دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر عدة سنوات.

ويعوّل جزء كبير من الاسرة الدولية على مزيد من الاستقرار السياسي في غزة مع المصالحة التي جرت مؤخراً بين السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على القطاع الواقع بين مصر واسرائيل.

واجتمعت حكومة التوافق الفلسطينية في قطاع غزة الخميس للمرة الاولى منذ تشكيلها في حزيران (يونيو) بعد سنوات من الخلاف بين ‘فتح’ و’حماس’، في رسالة واضحة الى المانحين تفيد بان الاموال ستوظف بالتأكيد لاعادة الاعمار تحت ادارة حكومة تضم شخصيات مستقلة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *