8_5_201481516AM_535248121قصفت إسرائيل منزلا بمخيم الشاطي غرب مدينة غزة رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي تهدئة مؤقتة تشمل معظم قطاع غزة اليوم لمدة سبع ساعات بدأت في العاشرة صباحا.

وقال بيان الجيش إن التهدئة لا تشمل منطقة شرق رفح جنوب القطاع حيث توجد قواته، مضيفاً أنه سيرد على أي إطلاق نار يتعرض له خلال التهدئة. من جهتها حذرت حركة حماس سكان غزة من الوثوق بجيش الاحتلال خلال فترة التهدئة وقالت إنها تهدئة من طرف واحد بهدف صرف الأنظار عن المجازر الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن التهدئة التي أعلنتها إسرائيل هي من طرف واحد، وإنها تهدف إلى صرف الأنظار عن المجازر الإسرائيلية، وأكد أبو زهري أن حركة حماس لا تثق بمثل هذه التهدئة، كما دعا أهالي قطاع غزة إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء فترة هذه التهدئة.

وقد استشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل فجر اليوم في غارات إسرائيلية على رفح وجباليا ومدينة غزة.

وتأتي هذه الغارات بعد يوم من ارتكاب إسرائيل مجزرة جديدة أمس بقصفها مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ كانت تؤوي نازحين في رفح جنوب قطاع غزة.

وعاد سكان بلدة بيت لاهيا بشمال غزة إلى ديارهم بعد أن أبلغهم الجيش الإسرائيلي بإمكانية العودة إليها.

وسارع عدد من سكان المدينة للعودة إلى منازلهم بعد تعرض المدارس التي نزحوا إليها لقصف الطيران الإسرائيلي خلال الأيام الماضية. وكان الجيش الإسرائيلي قد ابلغ سكان بيت لاهيا في وقت سابق بضرورة مغادرتها بعد استهدافها بالقصف المكثف.

وكانت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة تواصلت فجر الاثنين، وأدت إلى استشهاد عشرة فلسطينيين، ويأتي ذلك قبيل تهدئة إنسانية لسبع ساعات أعلنتها إسرائيل وعدتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تغطية على الجرائم الإسرائيلية، خاصة بعد مجزرة رفح أمس الأحد.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن عشرة فلسطينيين استشهدوا، بينهم خمسة في قصف منزل في جباليا (شمال قطاع غزة).

وأضاف القدرة أن طفلة عمرها سبع سنوات استشهدت في قصف مدفعي لمنزل عائلتها قرب المستشفى الكويتي في حي الجنينة برفح (جنوب القطاع).

كما استشهد ثلاثة آخرون في حيي الزيتون والشيخ رضوان، وسقط شهيد في مخيم النصيرات وسط غزة.

كما أكد شهود عيان أن طائرة حربية إسرائيلية أغارت بصاروخ على منزل عائلة زمزم في مخيم النصيرات، مما أسفر عن تدمير فيه من دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا أو إصابات.

مجزرة رفح
وكان عدد الشهداء بلغ أمس الأحد نحو 120، بينهم عشرة في مجزرة بمدرسة تديرها الأمم المتحدة في مدينة رفح, وتواصل القتل الجماعي للمدنيين بالقطاع رغم انسحاب جزئي لقوات الاحتلال منه.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قصف المدرسة ووصفه بالجريمة, كما انتقدته واشنطن ووصفته بالمشين.

وبعد مرور 29 يوما على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1840 شهيدا بينهم أكثر من 400 طفل، إضافة إلى نحو 9400 جريح.

كما تسبب العدوان المستمر منذ نحو شهر في أضرار كبيرة للبنية التحتية، بما في ذلك القطاع الصحي حيث استهدف 17 مستشفى، وأغلقت عشرة مستشفيات حكومية وأهلية، بينما استهدف 102 من الطواقم الطبية واستشهد 19 منهم.

من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن الحركة لن توافق على اتفاق هدنة يتضمن وجود قوات إسرائيلية في غزة، مشيرا إلى أن صمود المقاومة الفلسطينية ضد العدوان يعد انتصارا.

وأكد مشعل في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية أن الوقف الدائم لإطلاق النار مرتبط بالتوصل لاتفاق يقره الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى، يضمن مطالب الفلسطينيين، وأولها إنهاء حصار غزة.

وشدد على أن حماس نقلت لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عن طريق وزير الخارجية القطري خالد العطية أنها لن توافق على أي هدنة بوجود قوات إسرائيلية بالقطاع.

وأشار مشعل إلى أن أي وجود للقوات الإسرائيلية داخل غزة لتدمير الأنفاق لا يعني أن هناك هدنة، بل هو استمرار للعدوان، وللمقاومة الفلسطينية الحق في الدفاع عن نفسها والتعامل مع القوات الإسرائيلية المعتدية والموجودة داخل أراضي غزة بالطرق اللازمة.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه قد يوافق على وقف مؤقت لإطلاق النار لأغراض إنسانية، لكنه سيدعم وقفا طويل الأمد لإطلاق النار إذا غيرت إسرائيل سياستها تجاه تقييد حركة البضائع والأشخاص إلى داخل قطاع غزة.

قضية عادلة
وأعرب مشعل عن أسفه حيال تبني الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما للرواية الإسرائيلية التي وصفها بأنها ‘كاذبة’ فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ من الأحياء السكنية بقطاع غزة، مؤكدا أن ‘حماس تضحي بنفسها من أجل شعبها ولا تستخدمهم دروعا بشرية لحماية أفرادها، فالمقاتل مثل الجندي مهمته حماية الناس وليس التضحية بهم’.

في هذا السياق أكد مشعل ‘نحن أقوى من الإسرائيليين بعدالة قضيتنا، فنحن الملاّك الحقيقيون للأرض وهم سارقوها، نحن الضحايا وهم المجرمون، قد لا نكسب معركة أو اثنتين تماما، ولكن في النهاية سنفوز بالحرب، فصمودنا انتصار’.

وبشأن المفاوضات الدائرة بمصر، قال مشعل إن حماس سبق أن وافقت على وقف إطلاق النار عدة مرات من خلال الوسطاء المصريين، والجميع يدرك -بما فيهم الإدارة الأميركية- أن حماس إذا وعدت صدقت وستفي بوعدها، وسيتبع المقاتلون على الأرض ذلك.

وأضاف أنه ‘بغض النظر عن موقف الآخرين، فقد أعربنا عن استعدادنا للذهاب كوفد فلسطيني إلى القاهرة من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حتى يمكنهم عقد محادثات غير مباشرة بيننا وبين الإسرائيليين، وحتى يمكننا التوصل لوقف إطلاق نار يلبي مطالب الفلسطينيين، وأولها إنهاء حصار غزة، وقد أعلنا عن موقفنا ذلك من قبل وما زلنا ملتزمين به’.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *