
انطلقت فعاليات الملتقى الثقافي التدريبي والمعرض المصاحب الذي تقيمه جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية بالتعاون مع قطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك تحت رعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وبحضور نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي.
وفي كلمة ألقتها ممثل راعي الملتقى سهام العازمي، أكدت أن هذا الملتقى يجسد رؤية ثقافية عميقة وجديدة وواعية، تنطلق من الإيمان بأن المعرفة هي الأساس المتين الذي نحتاج إليه لبناء الإنسان فردًا ومجتمعًا على حد سواء.
وأوضحت أن أهمية الملتقى تتضاعف بتزامنه مع اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية والإعلام العربي، وهو ما يعكس المكانة الثقافية الرفيعة التي تحظى بها الكويت، ويؤكد دورها التاريخي في دعم الفكر والإبداع واحتضان المبادرات العربية.
وثمّنت العازمي أوجه التعاون البناء بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية المكتبات والمعلومات الكويتية، لما له من دور فاعل في ترسيخ ثقافة القراءة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الارتقاء بالمشهد الثقافي في دولة الكويت، مشيرة إلى أن الملتقى يأتي امتدادًا لجهود المجلس الوطني في تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وتبادل الخبرات والتجارب المعرفية.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية د. عبدالعزيز السويط، إن هذا الملتقى يجمع بين الخبرة والمعرفة والطموح، معربًا عن سعادته بالمشاركة في افتتاح الملتقى التدريبي.
وأكد السويط أن الملتقى، الذي يُقام بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يمثل منصة انطلاق للتأكيد على أن الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأجدر، لافتًا إلى أن رعاية وزير الإعلام للملتقى تعكس دعم الدولة الصادق للعمل الثقافي، ورؤية واضحة تؤمن بأن المعرفة يجب أن تكون متاحة، وأن الطموح ينبغي أن يمتد من الفكرة إلى الأفق.
وأوضح أن الملتقى يستمر على مدار ثلاثة أيام، ويتضمن جلسات حوارية ونقاشات معمقة، إلى جانب استعراض تجارب ملهمة محليًا وإقليميًا، ويُختتم بورشة تدريبية متخصصة تهدف إلى إكساب المشاركين أدوات معرفية نوعية.
وأشار إلى أن الملتقى يضم معرضًا مصاحبًا تشارك فيه مؤسسات حكومية وشركات متخصصة تعرض أحدث الخدمات في مجال المعرفة، مؤكدًا أن الجمعية تؤمن بأن الشراكات الحقيقية هي التي تصنع الأثر، وأن العمل المشترك قادر على خلق بيئة ثقافية أقوى تواكب التحولات المتسارعة في عالم المعلومات، متوجهًا بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث.
بدوره، قال المتحدث الرسمي للملتقى من سلطنة عمان د. نبهان الحراصي، إن موضوع الملتقى ينسجم مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في مجال المعرفة، معتبرًا إياها موردًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن الموارد الاقتصادية.
وأوضح أن الدول أدركت أن المعلومات تمثّل حجر الأساس في بناء السياسات العامة وتطوير الاقتصاد ودعم البحث العلمي، مشيرًا إلى أن الوعي المعرفي حق مشترك للإنسانية جمعاء.
وأضاف أن المعرفة حين تُحتكر تضعف، وحين تُتاح تنتشر وتنمو، مبينًا أن هذا الوعي يستند إلى مسار إنساني طويل من التطور المعرفي، وأن العلم المفتوح يمثل ضرورة أخلاقية وتنموية، أسهمت في تنظيم المفاهيم وبناء المستودعات المعلوماتية وإتاحة البيانات.
وأكد الحراصي أن جائحة كورونا كشفت الحاجة الماسة لتبادل المعرفة عالميًا، رغم قسوة التجربة، لما حملته من دروس عميقة، مشددًا على أن العدالة في الوصول إلى المعرفة مسألة إنسانية وتنموية، وتمثل أحد عناصر الأمن المجتمعي

اترك تعليقاً