
في الذكرى الثانية لوفاة سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه اليوم الثلاثاء تستحضر الكويت بالوفاء والعرفان مناقبه العطرة ومسيرته الزاخرة بالعطاء من أجل رفعة البلاد وتطورها واستقرارها وإعلاء شأنها إقليميا ودوليا.
ففي 16 ديسمبر عام 2023 ودع أهل الكويت فقيدهم الكبير سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه مجمعين على أن ذكراه وإنجازاته وخصاله الحميدة ستبقى خالدة في تاريخ البلاد ووجدان أهلها لتكون منارة للأجيال تستلهم منها دروس البذل والعطاء وتقديم الغالي والنفيس من أجل عزة الكويت ورفعتها والمحافظة على أمنها وأمانها.
وعلى مدى ستة عقود وضع الأمير الراحل بصمات خالدة في مختلف الجهات والمناصب التي تولاها وحرص على تطويرها وإعداد كوادرها وتعزيز دورها بما يسهم في إعلاء مكانة الكويت في شتى المحافل الإقليمية والعربية والدولية.
وفي السنوات الثلاث التي تولى فيها الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد رحمه الله مسند الإمارة حرص على الاستمرار في مسيرة بناء أمجاد الكويت ورفع رايتها وترسيخ أمنها وأمان مواطنيها والدعوة المستمرة إلى وحدة أبنائها وتكاتفهم وتآزرهم في وجه التحديات مهما عظمت.
وتولى الفقيد الراحل في 29 سبتمبر عام 2020 مقاليد الحكم في البلاد خلفا لأخيه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ليصبح حينها الحاكم السادس عشر للبلاد وفقا للدستور وأحكام قانون توارث الإمارة.
وولد سمو الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه في 25 يونيو عام 1937 وهو النجل السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير البلاد العاشر طيب الله ثراه الذي تولى الحكم في الكويت ما بين عامي 1921 و1950 وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين تولوا مسند الإمارة بعده.
وانخرط سمو الشيخ نواف الأحمد في العمل السياسي في 12 فبراير عام 1962 حينما عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه محافظا لحولي ثم عين في 19 مارس عام 1978 في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وزيرا للداخلية حيث عمل على ترسيخ الأمن والأمان ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة للبلاد.
وفي 26 يناير عام 1988 أسندت إلى الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الدفاع حيث حرص على تعزيز المنظومة العسكرية وتزويد الجيش الكويتي بأحدث الأجهزة والمعدات من دول مختلفة وتعزيز القدرات القتالية لأفراده.
وإبان تعرض البلاد للغزو العراقي الغاشم عام 1990 جند سموه كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير الكويت إضافة إلى مساهمته في تأمين وصول القيادة الشرعية للبلاد إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش ومتابعته المستمرة للتطورات داخل البلاد.
وعقب التحرير عام 1991 تولى الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل عام 1991 ثم تولى في 17 أكتوبر عام 1992 منصب نائب رئيس الحرس الوطني حيث عمل على تطوير العمل في قطاعاته وتعزيز دوره وتجهيزه بأحدث الأسلحة والمعدات ورفع كفاءة منتسبيه.
وفي 13 يوليو عام 2003 أسندت إلى سموه حقيبة وزارة الداخلية حيث عمل على رفع مستوى الأمن والأمان وجودة الخدمات الأمنية باستخدام أفضل الوسائل العلمية والعملية وأحدث الأجهزة وفي 16 أكتوبر العام ذاته صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وفي السابع من فبراير عام 2006 زكي سموه لولاية العهد بالأمر الأميري الصادر عن الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي المنصب الذي استمر فيه 14 عاما عضيدا وسندا أمينا للأمير الراحل ومشاركا في اتخاذ القرارات لتحقيق رفعة البلاد وإعلاء شأنها.

اترك تعليقاً