
أدرجت دولة الكويت ملف (الديوانية) كملف فردي على القائمة التمثيلية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة الـ20 للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقدة في القلعة الحمراء بالعاصمة الهندية نيودلهي في الفترة بين 8 إلى 13 ديسمبر الجاري.
وقال رئيس وفد دولة الكويت إلى الاجتماع الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا في كلمته أمام الدورة صباح اليوم الأربعاء إن “هذا اليوم يعد محطة استثنائية في المسيرة الثقافية لدولة الكويت إذ يمثل إدراج الديوانية أول ترشيحا فرديا تتقدم به البلاد إلى اللجنة الدولية لاعتماده ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية”.
وأضاف بن رضا أن الوفد الكويتي يتوجه بخالص الشكر لهيئة التقييم على تقريرها الإيجابي ولأعضاء اللجنة على دعمهم لهذا الإنجاز التاريخي موضحا أن الديوانية تشكل فضاء اجتماعيا وثقافيا أصيلا من أهم مكونات التراث الحي في المجتمع الكويتي.
وتابع أن الديوانية مؤسسة اجتماعية راسخة تحمل دلالات وقيم الضيافة وتعتبر مدرسة تربوية يتوارث فيها الأبناء الأخلاق والعادات الكويتية الأصيلة إلى جانب دورها في تعزيز الحوار وتبادل الرأي بين أفراد المجتمع.
وأكد بن رضا أن إدراج الديوانية يعكس التزام دولة الكويت العميق بصون تراثها الثقافي وحماية هويتها الوطنية مشيرا إلى أن الكويت ستواصل جهودها في حماية التراث بمختلف أنواعه وتعزيز استدامته ونقله للأجيال القادمة.
كما عبر عن فخر دولة الكويت باختيار مدينة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 موضحا أن هذا الاختيار يعكس المكانة الثقافية المرموقة لدولة الكويت ورصيدها الحضاري المتجذر ويمثل فرصة لتعزيز الحراك الثقافي والإعلامي وإبراز الهوية الكويتية.
من جانبها أعربت الرئيسة السابقة لفريق إعداد ملفات التراث الثقافي غير المادي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخة فرح علي الصباح عن خالص التهاني والتبريكات بمناسبة إدراج ملف الديوانية على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو.
وأكدت الشيخة فرح الصباح أن هذا الإدراج يعد أول ملف فردي تقدمه دولة الكويت بعد مشاركتها في تسجيل خمسة عناصر عربية مشتركة موضحة أن الفريق شرع في إعداد ملف الديوانية منذ انضمام دولة الكويت إلى الاتفاقية عام 2015.
وأشارت إلى أن عملية إعداد الملف مرت بتحديات كبيرة خاصة خلال جائحة كورونا التي أثرت على الممارسات المرتبطة بالديوانيات بسبب الإغلاق الإجباري وتوقف الأنشطة الاجتماعية.
وتابعت أنه رغم تلك الظروف واصل الفريق عمله بتعاون وثيق مع اتحاد دواوين الكويت من خلال زيارة الرواد والتواصل مع الجمعيات والمهتمين حتى جرى استكمال الملف وتجهيزه وتقديمه قبل عدة سنوات إلى لجنة التقييم في (يونسكو) وصولا إلى اعتماده اليوم كأحد المكونات الرئيسية للتراث الحي في دولة الكويت.
ولفتت إلى أن فريق إعداد ملفات التراث الثقافي غير المادي في المجلس الوطني يضم في عضويته كلا من العنود الخميس وفجر الحداد من إدارة الآثار والمتاحف في المجلس.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم الأربعاء ملف (البشت: المهارات والممارسات) بوصفه عنصرا عربيا مشتركا ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بجهود جماعية قادتها دولة قطر ومشاركة دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق والجمهورية العربية السورية.
وجاء هذا الإعلان خلال اجتماعات الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي (من 8 إلى 13 ديسمبر 2025) بمشاركة وفد دولة الكويت برئاسة الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا الذي شارك في أعمال اللجنة واجتماعاتها.
ويمثل إدراج (البشت) في القائمة تتويجا للتعاون العربي في إعداد هذا الملف الذي يعكس عمق الروابط الثقافية المشتركة ويجسد حرص الدول المشاركة على حماية موروثها وضمان استدامته للأجيال القادمة.
ويعتبر (البشت) رمزا للهيبة والأناقة والمكانة الاجتماعية في المجتمعات العربية إذ يرتدى في المناسبات الوطنية والرسمية والاجتماعية ويبرز مهارات دقيقة في الخياطة اليدوية والتطريز التقليدي المتوارث عبر الأجيال.
وتجدر الإشارة إلى أن الكويت سبق أن أدرجت ستة عناصر ثقافية في القائمة التمثيلية العالمية للتراث الثقافي غير المادي وهي الحناء: الطقوس والممارسات الجمالية والاجتماعية (2024) والنخيل: المعرفة والمهارات والتقاليد والممارسات (2022) وبرنامج السدو التعليمي – تدريب المدربين على فن النسيج (2022) والخط العربي: المعرفة والمهارات (2021) والنسيج التقليدي للسدو (2020).
ومن خلال استمرارها في تسجيل هذه العناصر تؤكد دولة الكويت التزامها بتحقيق أهداف الاستراتيجية الثقافية القائمة على تعزيز الهوية الوطنية وصون التراث غير المادي إضافة إلى دعم التعاون الدولي وتبادل الخبرات وإبراز الدور الثقافي للكويت على الساحة العالمية.
ؤ وضم الوفد الكويتي كلا من إدارة الآثار والمتاحف ممثلة بالعنود الخميس وفجر الحداد وجمعية السدو الحرفية مممثلة بمسيرة العنزي حيث شاركن في مناقشات اللجنة وأعمال الدورة.


اترك تعليقاً