أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال اليوم الأربعاء التزام دولة الكويت بالمشاركة الفاعلة في صياغة السياسات والمعايير الدولية التي تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وتعزز التعاون بين الأمم لبناء مستقبل أكثر استقرارا وعدلا وتطورا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الجلال ممثلا عن سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاح القمة الدولية لآفاق الذكاء الاصطناعي 2025 التي تنظمها الجامعة العربية المفتوحة في الكويت تحت شعار (تشكيل مستقبل الاستدامة والتعليم والابتكارات الذكية) وتستمر يومين.
وقال الوزير الجلال إن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم لغة العالم الجديد وأداة تصوغ علاقة الإنسان بالعلم والعمل والحياة مشيرا إلى أنه يفتح آفاقا رحبة لتحسين التعليم وتطوير الرعاية الصحية وحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد.
وأوضح أن استضافة الجامعة العربية المفتوحة لهذه القمة الدولية تجسد دورها في دعم مسارات التطوير المعرفي وتعزيز بيئات التعلم الحديثة في الوطن العربي مؤكدا اعتزاز دولة الكويت بما تقدمه الجامعة من إسهامات أكاديمية وبحثية وما تضطلع به من رسالة راسخة في تمكين الشباب وتأهيلهم للمستقبل ما يعكس مكانتها صرحا تعليميا مشرفا ورافدا أساسيا لمسيرة التنمية الوطنية.
وذكر الوزير الجلال أن رؤية القيادة الرشيدة ممثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله تؤكد دوما أهمية تبني مسارات العلم والتقنية الحديثة وتعزيز استثمارها لخدمة الإنسان والتنمية.
وبين أن الفرص العظيمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي تستوجب في المقابل التزاما بالحوكمة والقيم الأخلاقية لضمان أن تبقى التقنية في خدمة الإنسان وتقدمه لا على حساب قيمه وإنسانيته.
وأضاف أن دعم دولة الكويت لهذه القمة نابع من إيمانها العميق بأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار يمكن أن تقدمه الأمم لنفسها وأن تمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الزاوية في بناء المستقبل.
ولفت الوزير الجلال إلى أن التنمية الحقيقية لا تقوم إلا على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في منظومة تتكامل فيها الأدوار وتتضافر فيها الجهود لتكوين بيئة محفزة للابتكار والإنتاج المعرفي.
وأعرب في ختام كلمته عن الشكر الجزيل للجامعة العربية المفتوحة على استضافتها وتنظيمها المتميز لهذا الحدث ولجميع الخبراء والمفكرين والمشاركين من مختلف الدول الذين يثرون القمة بعلمهم وتجاربهم مرحبا بهم في دولة الكويت راجيا من الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير الأوطان والشعوب وأن تكلل أعمال القمة بالنجاح والتوفيق.
من جانبه أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود في كلمة ألقاها خلال افتتاح القمة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية رقمية أو أداة للرفاهية بل أصبح قوة محركة لمسيرة الإنسانية تعيد تشكيل ملامح الحياة في مختلف المجالات داعيا إلى وضع تشريعات واضحة وسياسات رصينة توجه استخدامه وتمن توظيفه في إطار أخلاقي وآمن.
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن طلال أن سن القوانين المنظمة للتقنيات الذكية أصبح ضرورة وطنية لضمان أن يبقى الذكاء الاصطناعي أداة للبناء والتنمية لا مصدرا للتحديات أو المخاطر.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يسهم اليوم في تطوير التعليم عبر تحليل أنماط الطلبة ودعم المعلمين ببيانات دقيقة تثري العملية التعليمية كما أصبح في القطاع الصحي رفيق الطبيب والممرض في رصد الأعراض وتحليل الصور والتنبؤ بالأمراض قبل وقوعها فضلا عن دوره في قيادة الثورة الصناعية الرابعة عبر رفع الإنتاجية وتحسين الكفاءة وفتح آفاق جديدة لريادة الأعمال والاستثمار الذكي.
وأشار إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي في المجتمعات العربية لا يعني فقط التقدم التقني بل تمكين الإنسان العربي وتطوير قدراته وتحسين جودة حياته وبناء منظومات معرفية قادرة على تحقيق الرفاه المستدام للأفراد والمجتمعات.
وبين أن “القمة التي تنظمها الجامعة اليوم تمثل منصة عربية رائدة تجمع العقول والخبرات لتعزيز الحوار بين الجامعة والصناعة والحكومة وفتح آفاق التعاون البحثي بين المؤسسات والباحثين والطلبة” مؤكدا أهمية مشاركة الشباب في مشاريع التخرج و(الهاكاثون) الوطني التي تجسد الأمل وتكتب فصول المستقبل بأيديهم بابتكارات واعدة توظف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان والمجتمع.
ورفع الأمير عبدالعزيز بن طلال أسمى آيات الشكر والعرفان إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله على دعمهما الكريم للعلم والتعليم والبحث العلمي والابتكار وتمكين الأجيال الشابة نحو التنمية والتميز والإبداع.
كما عبر عن تقديره لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال على جهوده في ترسيخ التكامل بين التعليم والمعرفة والتقنية الحديثة في إطار رؤية وطنية مستنيرة.
وأكد أن الجامعة العربية المفتوحة التي أسست برؤية عربية إنسانية رائدة تواصل التزامها برسالتها في دمج التقنية بالعلم والمعرفة وتوسيع آفاق التعليم المفتوح ليكون أداة لتحقيق العدالة التعليمية والنهضة الفكرية في العالم العربي مشيرا إلى أن القمة الحالية تمثل شاهدا على تلك الرسالة ورمزا لإيمان الجامعة بأن الذكاء الاصطناعي حين يسخر لخدمة الإنسان يصبح أسمى صور الذكاء الإنساني ذاته.


اترك تعليقاً