كشفت دراسة علمية حديثة نشرتها صحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية عن فوائد صحية مدهشة للكزبرة الخضراء (Cilantro)، خصوصاً في مجال تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعل تلك العشبة الخضراء إضافة قيمة للأنظمة الغذائية الخاصة بمرضى السكري والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به.

فالكزبرة الخضراء هي عشبة عطرية تثير آراء متباينة بين الناس – فالبعض يعشق نكهتها المميزة، بينما يجدها آخرون مثيرة للنفور. لكن بغض النظر عن التفضيلات الذوقية، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن قيمتها الصحية لا يمكن إنكارها.

وأظهرت دراسات بحثية كثيرة أن الكزبرة الخضراء تحتوي على مُركَّبات نشطة بيولوجياً تساعد في:

• تحسين حساسية الأنسولين: المُركَّبات الموجودة في الكزبرة تعزز قدرة الخلايا على الاستجابة للأنسولين بشكل أكثر فعالية.

• خفض مستويات الغلوكوز: تساعد في تقليل ارتفاع السكر بعد الوجبات، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري.

• تنظيم إفراز الأنسولين: تدعم وظيفة البنكرياس في إنتاج وإطلاق الأنسولين بشكل متوازن.

• إبطاء امتصاص السكر: تحتوي على ألياف ومُركَّبات تبطئ من امتصاص الغلوكوز في الأمعاء.

وبالإضافة لتأثيرها المفيد على سكر الدم، تقدم الكزبرة مجموعة واسعة من الفوائد الغذائية التي تشمل:

• خصائص مضادة للأكسدة قوية: تحتوي على مُركَّبات مثل الكويرسيتين والتوكوفيرول التي تحارب الجذور الحرة وتحمي الخلايا من التلف.

• دعم صحة القلب: تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع الكوليسترول الجيد (HDL).

• تأثيرات مضادة للالتهابات: مفيدة في تخفيف الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض عديدة.

• تعزيز الهضم: تحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة وتساعد في تخفيف الانتفاخ والغازات.

• إزالة السموم: تساعد الكبد والكلى في التخلص من المعادن الثقيلة والسموم.

• تحسين صحة الجلد: خصائصها المضادة للبكتيريا والفطريات تفيد في علاج مشاكل البشرة.

وتتميز الكزبرة بكونها منخفضة السعرات الحرارية، لكنها غنية بالعناصر الغذائية التالية:

• فيتامينات: غنية بفيتامين K و A و C وحمض الفوليك.

• معادن: تحتوي على البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز.

• مُركَّبات نباتية نشطة: بما في ذلك اللينالول والجيرانيول.

• ألياف غذائية: تدعم الهضم الصحي والشبع.

وللاستفادة القصوى غذائياً من فوائد الكزبرة، ينصح خبراء التغذية بـ:

• إضافتها طازجة للسلطات والسندويشات.

• استخدامها للشوربات والمرق والسموذي الصحي.

• تحضير صلصات وأطباق البيستو بالكزبرة.

• إضافتها للكاري والأطباق الآسيوية واللاتينية.

• خلطها مع الجواكامولي والصلصات المكسيكية.

• رشها على أطباق الأسماك والمأكولات البحرية.

ورغم الفوائد العديدة، هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها، بما في ذلك:

• الحساسية: بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية إزاء الكزبرة، خصوصاً من لديهم حساسية إزاء الشمر أو الكراوية.

• التفاعل مع الأدوية: يجب على مرضى السكري الذين يتناولون أدوية خفض السكر استشارة الطبيب قبل تناول كميات كبيرة، لتجنب انخفاض السكر المفرط.

• الاعتدال: كما هو الحال مع أي طعام، الاعتدال مفتاح الفائدة، والإفراط قد يسبب اضطرابات معوية.

• النظافة: يجب غسل الكزبرة جيداً لإزالة أي ملوثات أو مبيدات.

ويخلص الباحثون إلى أن الكزبرة تستحق مكانة أكبر في الأنظمة الغذائية الصحية، لاسيما للأشخاص المهتمين بإدارة سكر الدم والوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.

مع ذلك، يؤكدون أنها ليست علاجاً بديلاً للأدوية، بل عنصراً مكملاً ضمن نمط حياة صحي شامل يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً ونشاطاً بدنياً منتظماً.

وفي ظل تزايد معدلات الإصابة بمرض السكري عالمياً، فإن اكتشاف الفوائد الطبيعية لأطعمة شائعة مثل الكزبرة يوفر أملاً في إستراتيجيات وقائية متاحة وغير مكلفة للجميع.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *