اختتم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي موسم 2024-2025 بتحقيق رقم قياسي جديد في الإيرادات بلغ 837 مليون يورو، في إنجاز غير مسبوق يؤكد النموذج الاقتصادي المستدام للنادي تحت إدارة مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية التي استحوذت على النادي عام 2011، ويتولى رئاسته ناصر بن غانم الخليفي.
قدم سان جيرمان موسماً تاريخياً على المستويين الرياضي والاقتصادي شهد تتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، والدوري الفرنسي للمرة 13، والكأس الفرنسية الـ16، وكأس الأبطال الـ13، إلى جانب بلوغه نهائي كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.
وانعكست هذه النجاحات الميدانية على أداء النادي المالي، إذ تضاعفت الإيرادات التجارية لتصل إلى 367 مليون يورو، فيما بلغت إيرادات أيام المباريات 175 مليون يورو، في وقت تمكنت فيه الإدارة من خفض نسبة كتلة الأجور من 111% إلى أقل من 65% من إجمالي الإيرادات.
وأوضح النادي في تقريره السنوي أن الإيرادات تضاعفت تسع مرات منذ عام 2011، لتقفز من 99 مليون يورو إلى 837 مليون يورو، ما يعكس نمواً متوازناً بين العوائد التجارية، والأنشطة الرياضية، وتفاعل الجماهير.
وأكد التقرير أن الفوز الأوروبي الأخير شكل نقطة تحول في مكانة باريس سان جيرمان بين كبار أندية العالم، سواء من حيث العائد المالي أو القيمة السوقية للعلامة التجارية.
وساهمت النجاحات في إشعال حماس الجماهير بصورة غير مسبوقة، إذ امتلأ ملعب “حديقة الأمراء” للمرة الـ170 توالياً، وبلغ معدل تجديد الاشتراكات 98% للموسم الجديد.
وارتفعت مبيعات المنتجات الرسمية إلى مستويات تاريخية، بزيادة قدرها 210% عبر المتجر الإلكتروني و90% في المتاجر الميدانية، فيما حققت مبيعات القميص الأساسي للموسم 2025-2026 ارتفاعا بنسبة 40% مقارنة بأفضل رقم سابق.
على صعيد الحضور الرقمي، يضم النادي اليوم مجتمعاً يقدر بـ235 مليون متابع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، 40% منهم دون سن 24 عامًا، ما يعكس جاذبيته الكبيرة لدى الأجيال الجديدة.
كما أصبح سان جيرمان النادي الأكثر متابعة على منصة “تويتش”، والثاني من حيث المشاهدات على “تيك توك”، بأكثر من مليار مشاهدة منذ يوليو (تموز) الماضي.
ويمتلك النادي حالياً 14 متجراً رسمياً حول العالم و180 نادي مشجعين في 92 دولة، إلى جانب 177 أكاديمية تدريب في 21 دولة، تدرب أكثر من 50 ألف لاعب شاب، كما وسع النادي قاعدة شركائه التجاريين إلى 31 شريكاً، من بينهم الخطوط الجوية القطرية و اف دي جيه يونايتد، مع انضمام ستة شركاء جدد هذا الموسم.
وأكد النادي أنه بصدد إطلاق مبادرات جديدة في مجالات الترفيه والتعليم والصحة لتعزيز ارتباطه بالجماهير، إلى جانب تطوير برنامج المشتركين “ماي باريس” الذي يمنح الأعضاء تجارب حصرية داخل فرنسا وخارجها.
كما حدد باريس سان جيرمان مناطق توسع رئيسية تشمل فرنسا، والولايات المتحدة، واليابان، والشرق الأوسط، والصين، في إطار خطة تهدف إلى تعميق الحضور العالمي مع الحفاظ على الهوية الفرنسية.
ورغم إشعاعه الدولي، يواصل النادي ارتباطه الوثيق بباريس ومنطقة إيل-دو-فرانس؛ إذ بلغ الأثر الاقتصادي لأنشطته 243 مليون يورو في المنطقة، وساهم في دعم أكثر من 2300 وظيفة، منها 810 وظائف دائمة. كما تواصل مؤسسة بي إس جي فور كوميونيتيز ” تنفيذ برامجها الاجتماعية التي استفاد منها أكثر من 300 ألف شاب منذ عام 2000.
ويعد مشروع الملعب الجديد الذي يدرسه النادي حالياً محوراً رئيسياً في استراتيجيته المستقبلية، لتعزيز تجربة الجماهير، وتنويع مصادر الدخل وترسيخ مكانة باريس سان جيرمان كرمز رياضي وثقافي واقتصادي للعاصمة الفرنسية.
اترك تعليقاً