في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع النفطي في الدولة متمثلاً في مؤسسة البترول الكويتية وشركة النفط، والتي نبارك جهودها الرائدة في الاستكشافات الأخيرة للحقول البحرية التي تفصل بين كل حقل وآخر مدة تقارب سبعة أشهر، وهي النوخذة وجليعة وجزّة، والتي كانت استكشافات سريعة تسعى للحفاظ على مكانة الدولة كمركز اقتصادي في مجال الطاقة.

ولا شك أن القطاع النفطي ساهم من خلال وضع استراتيجيات طموحة تسعى إلى تحقيق الاستدامة وزيادة معدلات الإنتاج والاستكشاف في الكويت، خصوصاً وأن عمليات الاستكشاف في الحقول البحرية تُعد من أكثر المراحل تعقيدًا وتكلفة في صناعة النفط والغاز، نظرًا لما تتطلبه من تقنيات متطورة ومعدات خاصة قادرة على العمل في أعماق البحار وتحت ضغط المياه الهائل مقارنةً بعمليات الاستكشاف في الحقول البرية، التي تعد أكثر سهولة من حيث الوصول للمواقع وتجهيز المعدات.

عدا عن ذلك، فإن الحقول البحرية تتطلب استخدام سفن استكشاف متخصصة وأجهزة مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد (3D Seismic Survey) لتحديد أماكن التجمعات الغازية بدقة عالية.

وحسب علمنا، فإن الحفر التجريبي في الأعماق قد يصل إلى مئات الأمتار تحت قاع البحر، وهي عملية دقيقة جدًا تحتاج إلى خبرات هندسية متقدمة وتقنيات حفر آمنة لضمان عدم تسرّب الغاز أو الإضرار بالبيئة البحرية.

لكن التوجه في القطاع النفطي إلى القطاع البحري يُعد خياراً صائباً لزيادة إنتاج الكويت من الغاز، خصوصاً أن غاز جزّة يعتبر غازاً نقياً وليس من الغازات المصاحبة مقارنةً بالاستكشافات الأخرى.

وهذا يجعلنا نأمل بأن التطورات والتحديات الأخيرة التي يعمل بها القطاع النفطي تمنحنا الأمل في أن نسمع بين فترة وأخرى عن استكشافات جديدة لا تتعدى السنة.

هناك بعض الاستفسارات التي تحتاج إلى توضيح من القطاع النفطي، والتي نأمل أن يتم الإجابة عنها للاستفادة فيما يخص الاستكشافات، وهي:

1- لماذا لم نسمع عن استكشافات جديدة أو تطور في حقول برقان الكبير وحقل الوفرة؟
2- لماذا تم تأجيل الخطة الاستراتيجية للإنتاج النفطي من عام 2020، التي تهدف إلى وصول الإنتاج إلى 4 ملايين برميل، إلى عام 2040؟
3- عند توقف مشروع الشمال منذ فترة طويلة، ماذا فعل القطاع النفطي لتحقيق قدرته الإنتاجية في شمال الكويت، خصوصاً أن الكويت تسعى للوصول إلى قدرة إنتاجية عالية من شمال الكويت كجزء من استراتيجية الـ 4 ملايين برميل؟
4- عند توقف مشروع الشمال، هل تم اتخاذ خيار آخر من قبل القطاع النفطي أو استبداله بخيار جديد يحقق الهدف الاستراتيجي لشمال الكويت؟
5- إذا لم يتم استخدام خيار آخر، فهل يؤثر هذا على المكامن النفطية، خصوصاً أنه لم يتم التحرك في الشمال منذ عام 2000؟ وهل التأخير له ضرر؟
6- لماذا لا يتم الاستعانة بالشركات الأجنبية العالمية في عملية الإنتاج بدلاً من الاكتفاء بها كجهات استشارية، خصوصاً أن العراق، رغم الحرب والأوضاع السياسية، وبسبب الاستعانة بشركات كبرى أجنبية، وصل إنتاجه حالياً إلى حوالي 4.4 – 4.5 ملايين برميل يومياً من السوائل البترولية الإجمالية (نفط خام + مكثّفات + سوائل الغاز)؟

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نُعبّر عن فخرنا واعتزازنا بما يقدّمه القطاع النفطي الكويتي من جهودٍ استثنائية تسهم في ترسيخ مكانة الكويت كمركزٍ طاقة فاعل على الساحة الإقليمية والعالمية.

هذه الإنجازات لم تأتِ صدفة، بل هي ثمرة رؤيةٍ واضحةٍ، وإدارةٍ حكيمةٍ، وكفاءاتٍ وطنيةٍ مخلصة تعمل بروح الفريق الواحد نحو تحقيق أمن الطاقة وتنمية الاقتصاد الوطني.

فكل الشكر والتقدير لكل من يقف خلف هذا العطاء المتواصل، متمنين استمرار التميز والريادة لهذا القطاع الحيوي الذي يُعدّ ركيزة الحاضر وأمل المستقبل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *