اتفقت قوى وفصائل فلسطينية مجتمعة في القاهرة اليوم الجمعة على تسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين التكنوقراط تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية “وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية”.

جاء ذلك في بيان صادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي عقد على أمد يومين بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واستكمالا لجهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا لإيقاف الحرب على غزة ومعالجة تداعيتها وآخرها نتائج قمة “شرم الشيخ للسلام” في أكتوبر الجاري.

وأشار البيان إلى عقد عدد من الفصائل الفلسطينية اجتماعا في القاهرة لبحث تطورات القضية الفلسطينية ومناقشة المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيقاف الحرب على قطاع غزة وذلك في إطار التمهيد لعقد حوار وطني شامل لحماية المشروع الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.

وأضاف أن المجتمعين استهلوا اللقاء بتوجيه التحية إلى جماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وعلى وجه الخصوص أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وإلى الشهداء والأسرى والجرحى تقديرا لصمودهم وتضحياتهم مؤكدين ضرورة استكمال كل الجهود من أجل إنهاء المعاناة وتحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

كما جدد المجتمعون تقديرهم للجهود العربية والإسلامية والدولية بما فيها جهود الرئيس ترامب بشأن إيقاف الحرب على غزة.

ودانت الفصائل الفلسطينية مصادقة برلمان الاحتلال الإسرائيلي (كنيست) بالقراءة التمهيدية على قانون ما يسمى بـ”تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية” معتبرة إياه عدوانا خطرا على الهوية والوجود الفلسطيني وثمنت قرار ترامب بإيقاف هذا التحرك ووعده بعدم تكراره.

وشددت الفصائل في هذا الصدد على أن الوحدة الوطنية هي الرد الحاسم على هذه السياسات وعلى ضرورة العمل على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.

وقالت إن المرحلة الحالية تتطلب موقفا وطنيا موحدا ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة والمصير ورفض أشكال الضم والتهجير كافة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

واتفق المجتمعون على دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق إيقاف إطلاق النار بما في ذلك انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل وفتح جميع المعابر بما فيها معبر (رفح) وإدخال الاحتياجات الإنسانية والصحية كافة وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين الفلسطينيين.

كما اتفق المجتمعون وفق البيان على إنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل.

ودعوا إلى اتخاد جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في أرجاء قطاع غزة كافة مؤكدين أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة إيقاف إطلاق النار.

كما دعا المجتمعون إلى إنهاء كل أشكال التعذيب والانتهاكات ضد الأسرى في سجون الاحتلال وضرورة إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة مؤكدين أن قضية الأسرى ستبقى على رأس الأولويات حتى نيل حريتهم.

وشددت الفصائل الفلسطينية على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لجميع القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني” بحيث تضم مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية كافة.

واختتم المجتمعون حوارهم بالتأكيد أن “الوقت من دم واللحظة الراهنة مصيرية” وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع “نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية” دفاعا عن الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والكرامة والحرية وصون أمانة القضية الفلسطينية وحقوق الأجيال القادمة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

كما تقدم المجتمعون بالشكر لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والوسطاء على الجهود المبذولة في دعم القضية الفلسطينية ومساندتها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *