حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة من أن إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة “شبه مستحيلة” بسبب القيود الإدارية والأمنية المفروضة من الاحتلال الإسرائيلي على دخول الإمدادات والمعدات الطبية إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن “الإجراءات الحالية معقدة وبيروقراطية إلى درجة كبيرة إذ تتطلب كل شحنة مساعدات عشرات الموافقات قبل السماح بدخولها” داعيا إلى تسهيل الإجراءات وتبسيط آلية إدخال المواد الإنسانية والطبية.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تشارك ضمن الآلية الجديدة المتمثلة في (مركز التنسيق المدني العسكري) الذي يضم ممثلين عن الجيش الأمريكي وقوات الاحتلال وممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بهدف تسهيل إدخال المساعدات وضمان تنفيذ بنود إيقاف إطلاق النار إلا أن وتيرة التقدم “لا تزال بطيئة مقارنة بحجم الاحتياجات”.
وأوضح أن “المنظمة اقترحت في إطار هذه الآلية اعتماد قائمة موحدة بالأدوية والمستلزمات ذات الأولوية القصوى تحصل على موافقة مسبقة لتسريع إدخالها” مبينا أن “هذا الإجراء لم يتم قبوله حتى الآن”.
وبين بيبركورن أن الإمدادات الطبية تواجه تأخيرات كبيرة نتيجة ما يسمى ب”التصنيفات الأمنية” لقوات الاحتلال التي تعتبر معدات أساسية مثل أجهزة الأشعة المتنقلة وألواح الطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل المستشفيات ضمن المعدات “ذات الاستخدام المزدوج” ما يؤدي إلى تأخيرها أو منعها من الدخول رغم أهميتها.
وأكد أن القيود المفروضة على المعابر تمثل “العقبة الرئيسية أمام جهود الإغاثة وإعادة الإعمار” داعيا إلى مراجعة شاملة لآليات التفتيش والموافقات وضمان انسياب المساعدات من دون عوائق.
وفي السياق ذاته لفت بيبركورن إلى أن “فرق المنظمة بدأت إعادة تقييم الأضرار في المرافق الصحية” لافتا إلى أن “بعض المستشفيات دمر بالكامل بينما يمكن إصلاح أخرى خلال أشهر إذا سمح بدخول المعدات بانتظام”.
وشدد على ضرورة إعطاء ضمانات أمنية للعاملين الصحيين في المرافق الواقعة قرب مناطق التماس قبل بدء العمل فيها مؤكدا خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة تماما في هذه المناطق كالمستشفى الإندونيسي ومستشفى الشفاء والمستشفى الأوروبي نتيجة الدمار.
وحذر بيبركورن من استمرار الكارثة الإنسانية في القطاع خاصة في ظل استشهاد 88 شخصا وإصابة 315 آخرين بعد إعلان إيقاف إطلاق النار نتيجة انتهاك إيقاف إطلاق النار مرجحا أيضا أن آلاف الجثث لا تزال تحت الأنقاض ولم تحتسب في الأرقام الرسمية التي تتجاوز 68 ألف شهيد.
وأوضح أنه في الفترة بين 15 و22 أكتوبر الجاري تم انتشال 77 جثة جديدة وأن العدد مرشح للارتفاع مشددا على الحاجة إلى تحقيقات مستقلة وشفافة لتوثيق حجم الخسائر البشرية الفعلية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق عن بدء تنفيذ خطة ال60 يوما للاستجابة الصحية في القطاع فور إعلان إيقاف إطلاق النار مضيفة أن إعادة بناء النظام الصحي في غزة بالكامل تقدر بسبعة مليارات دولار على الأقل.


اترك تعليقاً