قال وزير النفط طارق الرومي إن إحدى النقاط المهمة في استراتيجيتنا هي الوصول بالإنتاج إلى 4 ملايين برميل نفط يوميا، ووفقا للاكتشاف الأخير نرى أننا ماضون في الطريق الصحيح وسنحقق هذه الاستراتيجية في 2035.
وأضاف الرومي، في تصريح للصحافيين على هامش منتدى الشباب الثامن للطاقة والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة الذي تستضيفه البلاد، ان الاكتشافات الأخيرة تؤكد أن أرض الكويت فيها خير وتدعونا الى التفاؤل، وهناك أيضا اكتشافات برية أيضا تدعونا الى التفاؤل، لأن هناك أراضي كنا ما نتوقع أن يكون فيها شيء، ولكن مع تقدم التكنولوجيا بدأنا عمل الدراسات الأولية التي أعطت مؤشرات ممتازة جدا، ومتوقع كل خير وأن تكون هناك اكتشافات أخرى.
وحول الوصول بالانتاج اليومي إلى 4 ملايين برميل قبل 2035، قال الرومي «الحكم على هذا الأمر صعب الآن، لكن سنحققه، خاصة أن الاكتشافات الأخيرة تدعونا إلى التفاؤل».
وبشأن التوجه إلى الاستثمار في الاستكشافات الغازية الأخيرة من خلال شركات عالمية، قال الرومي «الأمر ما زال تحت الدراسة، ولكن من المتوقع أن يكون من خلال شركات عالمية».
وأكد أن الكويت تؤمن بأن مستقبل الطاقة لا يمكن أن يبنى إلا من خلال شراكات عالمية حقيقية وتعاون دولي يرتكز على الابتكار والمسؤولية والاستدامة، وأن اسم الكويت ارتبط منذ اكتشاف النفط فيها بدور محوري في استقرار الأسواق النفطية العالمية من خلال عضويتها الفاعلة في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوپيك) ومشاركتها المسؤولة في تحالف «أوپيك+».
وأضاف أن الكويت كانت دائما وما زالت صوت الحكمة والاعتدال، حيث تسعى الى تحقيق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين وتعمل على ضمان تدفق آمن ومستقر للطاقة دعما للتنمية المستدامة والاقتصاد العالمي.
وذكر الرومي أن الكويت أسهمت بفاعلية في تطوير استراتيجيات العمل المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة وتحديث آليات المنظمة لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع الحيوي، مضيفا «لا يقتصر حضور الكويت على محيطها العربي فحسب بل يمتد إلى الساحة الدولية من خلال دورها في منتدى الطاقة الدولي الذي تحتضنه مدينة الرياض، إذ تعد الكويت من أعضائه المؤسسين والداعمين الرئيسيين وتشارك بفاعلية في اجتماعاته الوزارية انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة».
وأضاف أن رؤية الكويت للتحول نحو التشغيل الذكي والمستدام تتجسد من خلال مشاريع نوعية ومبادرات ابتكارية تقودها شركات القطاع النفطي، حيث افتتحت شركة نفط الكويت مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية كخطوة رائدة ضمن مسار التحول الرقمي في عملياتها التشغيلية، إلى جانب دعم مركز البحث والتطوير والتكنولوجيا الذي يعد رافدا محوريا للابتكار في مجالات الإنتاج والاستكشاف والتقنيات البيئية.
وذكر أن شركة البترول الوطنية الكويتية تنفذ أيضا منظومة متكاملة من مبادرات التحول الرقمي تشمل مشروع إدارة تنفيذ المبادرات الرقمية بالتعاون مع جهة استشارية متخصصة ومبادرة الأتمتة الذكية والتحول نحو العمليات المتكاملة.
وأكد الرومي أن وزارة النفط تواصل أداء دورها الإقليمي والدولي، مسترشدة في ذلك بتوجيهات القيادة السياسية التي تحرص على أن تكون الكويت دائما في طليعة الدول المبادرة والفاعلة والمشاركة بوعي ومسؤولية في تشكيل مستقبل الطاقة على أسس من التوازن والعدالة والابتكار.
وأكد الرومي أن الشباب هم القلب النابض لصناعتنا النفطية وهم الثروة الحقيقية التي نعتمد عليها في صياغة المستقبل ليس في الكويت فحسب بل على مستوى العالم بأسره.
وأوضح أن المنتدى بما يحمله من مشاركة واسعة ينسجم تماما مع رؤية «الكويت 2035» وبرنامج عمل الحكومة الذي يضع في أولوياته تمكين الشباب وتطوير رأس المال البشري.
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة «أوپيك» هيثم الغيص ان مستقبل الطاقة ليس قائما على إقصاء مصدرين للطاقة كالنفط والغاز، بل على الاستثمار في جميع مصادر الطاقة، وتحديدا النفط والغاز والطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فالعالم يحتاج إلى نهج شامل يجمع بين كل مصادر الطاقة والتقنيات مع مراعاة احتياجات جميع الشعوب في السنوات المقبلة.
وأكد أن صناعة النفط تسهم في الحفاظ على أمن الطاقة العالمي وخفض الانبعاثات وهي محور أساسي في مستقبل الطاقة ومن الأهمية بمكان أن يحمل المنتسبون الجدد إلى هذه الصناعة هذه الرسالة ويسهموا في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي سمعناها مؤخرا بأن النفط ينتمي إلى الماضي وأنه لا حاجة للاستثمار في مشاريع النفط والغاز الجديدة.
وأضاف أن دول «أوپيك» وفي طليعتها الكويت تعمل على الريادة في مجال الاستدامة من خلال الاستثمار في تقنيات متقدمة مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه التي تهدف إلى جمع غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاثات الصناعية وعزله أو توظيفه في الصناعات، إضافة إلى تقنيات التقاط الهواء المباشر التي تستخلص هذا الغاز من الغلاف الجوي نفسه بما يسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز التوازن البيئي، وأنه يجري حاليا التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لتكامل الجهود نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة، ويكفي أن ننظر إلى مدينة الشقايا للطاقة المتجددة لنلمس طموحات وطننا في هذا السياق.
وأكد أن مستقبل صناعتنا النفطية سيقوده جيل الشباب، مؤكدا أهمية تمكينهم واستثمار طاقاتهم ليكونوا هم القادة الذين ينهضون بهذه الصناعة ويقودون مسيرتها نحو مستقبل أكثر ازدهارا واستدامة.
من جهته، قال وكيل وزارة النفط الشيخ د.نمر الصباح ان انعقاد المنتدى على أرض الكويت رسالة واضحة تؤكد مكانة البلاد المرموقة في الصناعة النفطية العالمية وتجسد في الوقت ذاته التزامها الثابت بدعم الحوار الدولي وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل الطاقة.
وأضاف أن وزارة النفط أدركت منذ وقت مبكر أن الشباب هم الثروة الحقيقية التي لا تنضب، ومن هذا الإيمان انطلق شعارها الراسخ «الكوادر الوطنية نفط المستقبل»، هذا الشعار لم يكن يوما مجرد عبارة بل أصبح إطارا استراتيجيا ومنهج عمل نترجمه من خلال برامج وسياسات عملية.
وأوضح أن هذا الأمر يهدف إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالخبرة والمعرفة ليكونوا مؤهلين لتولي أدوار قيادية في الصناعة النفطية محليا وعالميا، مؤكدا الحرص على أن يكون لشباب الكويت حضور بارز في الساحة الدولية عبر مشاركتهم الفاعلة في لجان مجلس البترول العالمي لاسيما لجنة الشباب التي تمثل منصة مهمة لعرض أفكارهم وتطلعاتهم على العالم.
وذكر أن الوزارة سعت إلى تطوير برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية ومراكز الأبحاث بهدف تزويدهم بالمهارات التقنية والمعرفة العلمية في مجالات الاستكشاف والإنتاج والطاقة المتجددة، علاوة على تشجيع الشباب على تقديم أبحاثهم ومشاريعهم الابتكارية للمشاركة في المحافل الدولية.
من جانبه، قال الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي إن الاستثمار في رأس المال البشري هو أفضل ضمانة لاستدامة الثروة، مؤكدا أن الشباب هم الشريك الحقيقي في صياغة مستقبل الطاقة العالمي. وأشار الشيراوي إلى أن المنطقة العربية لم تكن يوما غنية بثرواتها من النفط والغاز، فحسب بل تزخر كذلك بعقول مبدعة وشباب طموح يمتلك روح الابتكار والتفكير الخلاق ليشكلوا بذلك القوة الحقيقية القادرة على دفع مسيرة التطور والإبداع في قطاع الطاقة وسائر ميادين التنمية.
وذكر أن التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة تشير إلى أن الشباب في منطقتنا العربية يشكلون اليوم أكثر من نصف السكان ومن المتوقع أن يحافظوا على هذه النسبة في العقود القادمة.
وأوضح أن التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطاقة اليوم من الرقمنة إلى الهيدروجين ومن الطاقة المتجددة إلى الاقتصاد الدائري للكربون تتطلب فكرا شابا وجرأة في الطرح وقدرة على التعلم المستمر لأن المستقبل في هذا القطاع لن يصنع بالصدفة بل بالمعرفة والعزيمة والرؤية. وهنأ الشيراوي الكويت بالاكتشاف التاريخي للغاز الطبيعي لحقل «جزة» البحري الذي سيسهم في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي والعالمي ويمكن الكويت من ترسيخ مكانتها كدولة قيادية في منظومة الطاقة الدولية مستندة إلى سواعد أبنائها وكفاءاتهم الوطنية العالية.
بدوره، شدد رئيس مجلس البترول العالمي بيدرو ميراس على أهمية تمكين الكفاءات الشابة واستقطاب مزيد من النساء للعمل في قطاع الطاقة العالمي باعتبارهن العنصر الأهم في دعم جهود التحول الطاقي وتعزيز استدامة الصناعة.
وأشاد ميراس بإسهامات الشباب في صناعة مستقبل هذا القطاع الحيوي، مؤكدا أنهم يشكلون ركيزة أساسية في مسيرة التطور والابتكار التي يشهدها العالم في مجال الطاقة.
وأضاف أن القطاع يشهد تحولات جوهرية نحو مستقبل منخفض الكربون وتحقيق الحياد الصفري، مما يتطلب تبني رؤية شاملة تراعي جميع مصادر الطاقة والمشروعات والتقنيات المتاحة للوصول إلى هذا الهدف.
وسلط الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين الاستدامة وتلبية الطلب وضمان القدرة على تحمل التكاليف في إطار ما يعرف بـ «معضلة الطاقة الثلاثية»، مؤكدا أن التحول في قطاع الطاقة يجب أن يكون عادلا ومنصفا لجميع الدول والمجتمعات.
اترك تعليقاً