لا يزال جو القلق السائد في الأوساط اللبنانية سيد الموقف في ظل التطورات الإقليمية والمحلية المتسارعة، حيث العين على التحذيرات من توسعة العدوان الإسرائيلي، وعلى المساعي الجارية لفكفكة عقد قانون الانتخاب، في ظل الاجماع على عدم تأجيل الانتخابات النيابية عن الموعد المقرر في مايو المقبل.

حيث ان أجواء القصر الجمهوري في بعبدا، تشير إلى إمساك الجانب اللبناني زمام الأمور في ملف المفاوضات غير المباشرة التي اقترحها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مع إسرائيل.

وفي المعلومات أيضا، ان رئيس الجمهورية حاز دعم كل الأطراف المحليين لموقفه، ويواصل اتصالاته الخارجية لدعم الموقف اللبناني، والذي فاجأ الجانب الإسرائيلي الطامح إلى المزيد من قبل لبنان، محددا أطر المفاوضات، بحسب جهات دولية، بمشروع يتعدى تنفيذ وقف إطلاق النار، إلى تكريس منطقة عازلة في الضفة اللبنانية من الحدود، والوصول إلى اتفاقات سلام.

رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قال أمام وفد من الأحزاب الشبابية والمنظمات الطلابية في لبنان، زاره في قصر بعبدا وأطلعه على نتائج المؤتمر الوطني لهذه الأحزاب والمنظمات الذي انعقد الشهر الماضي: «شباب لبنان هم من يصنعون مستقبله، وينطلقون من مصالح البلد وليس من مصالحهم الشخصية، وعلينا أن نثبت للخارج من خلالهم أننا بدأنا مسيرة التطور والتقدم».

واستقبل رئيس الجمهورية النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين الذين تمنوا عليه أن يطلب من الحكومة «إعداد مشروع قانون معجل وإحالته بمرسوم إلى مجلس النواب، لإصلاح الخلل القائم في موضوع انتخاب اللبنانيين المنتشرين».

رئيس الجمهورية قال للنواب: «اننا مع حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني»، مذكرا بكلمته امام أعضاء الجالية اللبنانية في نيويورك بأن لأبناء الانتشار اللبناني دورا كشركاء في القرار السياسي في لبنان من خلال صندوق الاقتراع.

من جهته، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على وجوب أن يكون حزب الله حزبا سياسيا فقط بعد نزع سلاحه، مؤكدا أنه «لا تراجع عن احتكار الدولة للقوة العسكرية».

وأضاف سلام في مقابلة مع مجلة «باريس ماتش» الفرنسية: المطلوب اليوم تطبيق كامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإسرائيل لا تحترم الاتفاق ولم تنسحب بالكامل من الأراضي اللبنانية ولاتزال تحتجز أسرى لبنانيين واتفاق إطلاق النار يكون بالتطبيق وليس بالكلام فقط.

وفي موضوع الانتخابات النيابية أيضا، شكلت الجلسة العادية للمجلس النيابي والتي عادة تكون من أقصر الجلسات لجهة التجديد للجان النيابية وهيئة مكتب المجلس بشكل روتيني على اعتبار انها موزعة بشكل متوازن على كل الطوائف والأحزاب، مناسبة لحوارات هامشية حول تسوية مقبولة لأزمة قانون انتخاب، على رغم محاولة بعض النواب إخراج الجلسة عن أجوائها الهادئة.

وكان البارز في هذه الحوارات، تلك الخلوة المطولة التي عقدت على منبر رئاسة المجلس بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة نواب «القوات اللبنانية» جورج عدوان وبينهما نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب الذي يقوم بدور في هذا المجال.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *