أعلن فريق من الباحثين في جامعة سيدني الأسترالية عن نجاحهم في التوصل إلى اكتشاف علمي يمكن أن يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة الوراثي الذي يصيب فروة الرأس، وذلك بعد أن وجدوا أن استخدام مركب «ستيفيوسايد» (Stevioside) – وهو مُحَلِّي طبيعي مستخرج من أوراق نبات الستيفيا (Stevia) – يمكنه تعزيز فعالية علاج تساقط الشعر الشائع «مينوكسيديل».
وإذ نُشرت هذه النتائج في أكتوبر 2025، فإنها تقدّم طريقة جديدة وغير تقليدية لتحسين إيصال الأدوية إلى فروة الرأس بكفاءة غير مسبوقة، ما يفتح آفاقاً واسعة أمام علاجات موضعية أكثر فاعلية وأقل آثاراً جانبية.
ركز الباحثون على مشكلة كفاءة امتصاص الجلد للمينوكسيديل، الذي يتمتع بقدرة ضعيفة على الذوبان في الماء، ما يحد من قدرته على الوصول إلى بصيلات الشعر المدفونة عميقاً في الجلد، ويقلل من فعاليته العلاجية عند الاستخدام بالطرق التقليدية.
ومن هنا جاء الحل المبتكر في تطوير شريط لاصق ذائب مُزود بإبر دقيقة (Microneedle Patch)، حيث استخدم هذا الشريط ستيفيوسايد كوسيط حيوي لمساعدة جزيئات المينوكسيديل على التغلغل بفعالية أكبر عبر طبقات الجلد السميكة والدهنية.
ويعمل الستيفيوسايد كجزء من تركيب جزيئي يُسمى «المذيلات» (Micelles)، التي تغلف الدواء وتساعده على البقاء ذائباً طويلاً بما يكفي ليتغلغل في الجلد، وهي آلية لا يمكن أن تتحقق أبداً باستخدام المينوكسيديل السائل التقليدي الذي يتبخر سريعاً أو يبقى على السطح.
كما أن الستيفيوسايد مادة آمنة ومعتمدة للاستخدام البشري في الغذاء، ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالمركبات الكيميائية الجديدة في العلاجات الجلدية، ويوفر حلاً أكثر طبيعية وأماناً للمرضى.
وفي التجارب التي أُجريت على الفئران التي تعاني من تساقط الشعر، أظهر الشريط اللاصق الذي يحتوي على المينوكسيديل والستيفيوسايد نتائج مذهلة، فقد أدى إلى إعادة نمو الشعر في ما يقرب من 67.5 في المئة من منطقة العلاج خلال 35 يوماً. وهذا يتجاوز بكثير الـ 25 في المئة التي حققها المينوكسيديل القياسي في المجموعة الضابطة.
ويُعد هذا الارتفاع بثلاثة أضعاف في الفعالية دليلاً قوياً على إمكانية إحداث نقلة نوعية في علاج الصلع، ما يجعل هذا الابتكار واعداً
لـ «الملايين حول العالم»، حسب تصريح الدكتور ليفينغ كانغ من جامعة سيدني، أحد مؤلفي الدراسة.
اترك تعليقاً