حذّر جراح أعصاب هندي بارز من أن الحفاظ على قوة الساقين هو المفتاح الأساسي للوقاية من التدهور الإدراكي، وهو التحذير الذي يعتبر رؤية جديدة تتحدى الاعتقاد الشائع بأن الوقاية من الخرف (Dementia) تقتصر على شحذ الذهن فقط.
وإذ أكد جراح الأعصاب المتخصص الدكتور أرون إل. نايك، أن «الخرف يبدأ في الساقين»، شدد على أهمية النشاط البدني في حماية الدماغ وصحته الإدراكية، منبهاً إلى أن هذا التحذير يعيد صياغة المعادلة الصحية، ومؤكداً على العلاقة العميقة بين الحركة والصحة العصبية تماماً.
وأوضح الدكتور أن الخمول البدني يؤدي إلى ضعف عضلات الساقين، وهي حالة تُعرف باسم «الساركوبينيا» أو «فقدان الكتلة العضلية»، وهو الأمر الذي عززته دراسات أثبتت أن ضعف الساقين يسرع التدهور الإدراكي ويزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
وفي هذا الصدد، استشهد الدكتور بدراسة نُشرت في العام 2020 في مجلة «نيورولوجي» ووجدت أن تباطؤ سرعة المشي لدى كبار السن يرتبط بـصغر حجم الدماغ، وتحديداً في مناطق حيوية مثل الحُصين (Hippocampus) الذي يلعب دوراً رئيسياً في الذاكرة، وارتفاع خطر التدهور الإدراكي.
وقال الدكتور الهندي إن المشي ليس مجرد مهمة جسدية، بل هو «تمرين كامل للدماغ»، حيث إن حركة الساقين تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، وتوفر الأكسجين والغلوكوز، وتساعد في التخلص من السموم.
والأهم من ذلك، أن العضلات القوية في الساقين تطلق جزيئات إشارة تُسمى «الميوكينات»، والتي يمكن أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي لتعزيز نمو الخلايا العصبية وشفائها، بما في ذلك إطلاق عامل «BDNF» المعروف بدوره في زيادة مرونة الدماغ. بل إن التغيرات في أسلوب المشي، أو التوازن، أو الوتيرة، غالباً ما تسبق ظهور أعراض فقدان الذاكرة بسنوات عدة، ما يجعلها علامات إنذار مبكر حاسمة.
ولحماية المادة الرمادية في الدماغ، أوصى الخبير الهندي بتجنب الجلوس لفترات طويلة والتحرك كل ساعة وممارسة تمارين المقاومة لتقوية عضلات الساقين وتناول الأطعمة الغنية بالبروتين للحفاظ على الكتلة العضلية، مؤكداً أن «الساق القوية تعني دماغاً حاداً»، وأن البدء في النشاط، حتى في سن الستينات، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بشكل كبير جداً، شرط أن تكون التمارين متوسطة إلى عالية الكثافة تماماً.
اترك تعليقاً