يُعد البيض مصدراً غنياً بالبروتين، ويُمثل جزءاً أساسياً في الأنظمة الغذائية التي يتبعها الرياضيون وهواة بناء الأجسام. ومع ذلك، ما زال هناك جدل قديم-متجدد بين محبي اللياقة البدنية حول ما إذا كان تناول البيضة الكاملة أفضل أم الاكتفاء ببياضها فقط.
وأخيراً، قدمت دراسة بحثية حديثة نُشرت في مجلة «أميركان جورنال أوف كلينيكال نيوترشن» إجابة شبه قاطعة لهذا السؤال، حيث تشير نتائجها إلى أن البيضة الكاملة تتفوق على بياضها في قدرتها على بناء بروتين العضلات، وهذا على الرغم من أن كليهما يحتوي على تركيبة الأحماض الأمينية نفسها.
وتوضح الدراسة أن البيضة الكاملة – أي بياضها مع صفارها – تُعزّز من قدرة الجسم على الاستفادة من البروتين بشكل أفضل، وهذا يعود إلى أن الصفار يحتوي على الدهون والفيتامينات والمعادن الأساسية التي تعمل كمحفزات لعملية الاستفادة من البروتين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل البيضة الكاملة أكثر فاعليةً في دعم نمو العضلات وإصلاحها بعد التمارين الرياضية.
ويُوضح خبراء التغذية أن صفار البيض يُمثل كنزاً من المغذيات، فهو غنيٌ بالفيتامينات «A» و«D» و«E» و«K» و«B12»، بالإضافة إلى «الكولين» الذي هو مركب حيويٌ يدعم صحة الدماغ وعمليات الأيض.
وغالباً ما يلجأ البعض إلى تناول بياض البيض فقط، اعتقاداً منهم بأنه مصدر للبروتين الخالي من الدهون والسعرات الحرارية، وهو خيار جيد لمن يتبعون نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية. ولكن الدراسة أظهرت أن هذا الخيار لا يُقدم الفائدة الكاملة التي تُقدمها البيضة الكاملة، وذلك لأن الصفار يحتوي على مغذيات ضرورية تُسهم في تحسين عملية استقلاب البروتين واستخدامه من جانب الجسم، وهذا الأمر الذي يُعزز من القيمة الغذائية للبيضة الكاملة، ويجعلها الخيار الأفضل لمن يسعون إلى بناء كتلة عضلية قوية وصحية.
وإجمالاً، تُشير نتائج الدراسة البحثية إلى أن الاختيار بين البيضة الكاملة وبياضها يعتمد على الأهداف الغذائية الفردية. ففي حين يوفر البياض بروتيناً نظيفاً وقليل السعرات، تُقدم البيضة الكاملة حزمةً غذائيةً متكاملةً تُعزّز من صحة الجسم بشكل عام، وتُحسّن من فاعلية استخدام البروتين.
وعلى الرغم من أن البياض يحتوي على نسبة بروتين أعلى قليلاً لكل سعرة حرارية، إلا أن الصفار يُقدم دعماً غذائياً لا يمكن تجاهله. ولهذا، يُنصح خبراء التغذية بالاعتماد على البيضة الكاملة في النظام الغذائي للاستفادة من جميع الفوائد الصحية التي تُقدمها، وهذا من شأنه أن يُعزّز من نمو العضلات ويُقدم حمايةً متكاملةً للجسم.


اترك تعليقاً