سجل نادي ليفربول الإنجليزي رقماً تاريخياً غير مسبوق في عالم كرة القدم، بعدما أنفق 483 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ليصبح أول نادٍ في تاريخ اللعبة يصل إلى هذا الحجم من الإنفاق في ميركاتو واحد.
لكنّ السؤال الأبرز .. كيف تمكن من فعل ذلك ؟
صفقات من العيار الثقيل
وتصدر المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك قائمة القادمين إلى “الريدز” قادماً من نيوكاسل مقابل 150 مليون يورو، فيما دفع النادي 125 مليوناً للتعاقد مع الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن، إضافة إلى ضم المهاجم الفرنسي هوجو إيكيتيكي مقابل 95 مليوناً.
هذه التعاقدات وضعت ليفربول على رأس قائمة أكبر صفقات الصيف على مستوى أوروبا.
مبيعات ضخمة تعوض النفقات
ورغم الإنفاق الهائل، لم يخرج ليفربول عن إطار التوازن المالي بفضل إيرادات قياسية من مبيعات لاعبيه بلغت 220 مليون يورو خلال الصيف ذاته.
وكان أبرزها انتقال الجناح الكولومبي لويس دياز إلى بايرن ميونخ مقابل 70 مليون يورو، وبيع المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز إلى الهلال السعودي مقابل 53 مليوناً، إضافة إلى رحيل المدافع الشاب جيريل كوانساه إلى باير ليفركوزن بـ35 مليوناً.
كما شملت قائمة المغادرين الاسكتلندي بن دوك (23 مليون يورو)، الحارس كاويمهين كيليهير (15 مليوناً)، وتايلر مورتون (10 ملايين).
يضاف إلى ذلك 10 ملايين حصل عليها النادي من ريال مدريد مقابل السماح لألكسندر أرنولد بالمشاركة مع الفريق الملكي في كأس العالم للأندية.
أما صفقة هارفي إليوت، المنتقل إلى أستون فيلا، فستمنح ليفربول 40 مليون يورو إضافية في الصيف المقبل بموجب بند الشراء الإلزامي.
عوائد البطولات المحلية والأوروبية
لم يقتصر دخل النادي على المبيعات، إذ حقق ليفربول إيرادات كبيرة بفضل نتائجه الرياضية.
* من الدوري الإنجليزي الممتاز: حصل النادي على 201 مليون يورو بعد تتويجه باللقب، منها عوائد البث التلفزيوني لكونه أكثر الفرق ظهوراً على الشاشات الموسم الماضي (30 مباراة من أصل 38).
* من دوري أبطال أوروبا: نال 19 مليون يورو لمجرد المشاركة، إضافة إلى 16.8 مليوناً مقابل ثمانية انتصارات في مرحلة المجموعات، و11 مليوناً نتيجة بلوغ ثمن النهائي.
وتعكس هذه الأرقام حضور ليفربول القوي في البطولات الكبرى، حيث شارك في دوري الأبطال خلال سبعة من آخر ثمانية مواسم، ما جعله يحافظ على تدفق مالي مستمر.
إنفاق مدروس عبر السنوات
وعلى الرغم من القفزة الكبيرة هذا الصيف، فإن سياسة ليفربول في السنوات الماضية اتسمت بالإنفاق الحذر.
ففي الموسم الماضي لم يدفع سوى 42 مليون يورو لضم الحارس مامارداشفيلي (30 مليوناً) والإيطالي فيديريكو كييزا (12 مليوناً)، بينما حقق في الوقت نفسه 47 مليوناً من مبيعات لاعبين.
ولم يتجاوز النادي حاجز الـ200 مليون يورو في أي سوق انتقالات سابقة.
قوة الرعاية التجارية
تعززت موارد ليفربول بشكل واضح بفضل عقود الرعاية، حيث أبرم النادي اتفاقاً جديداً مع شركة أديداس بقيمة 70 مليون يورو سنوياً، إضافة إلى استمرار عقده مع بنك ستاندرد تشارترد الذي يدر أكثر من 60 مليون يورو سنوياً.
كما تضم قائمة الرعاة أسماء عالمية مثل أكسا للتأمين، كوكاكولا، جوجل، نيفيا، وكارلسبرج، وهو ما يضع ليفربول بين الأندية الأكثر استقراراً من الناحية التجارية.
مزيج من النجاح الرياضي والاقتصادي
بذلك، لم يكن إنفاق ليفربول الخيالي وليد اللحظة أو مجرد مغامرة مالية، بل نتيجة مزيج متكامل من النجاحات: مبيعات قياسية، عوائد ضخمة من البطولات، وقوة متنامية في سوق الرعاية.
ومع هذا النموذج المالي، تمكن النادي من كسر الأرقام القياسية دون أن يواجه مشاكل مع قواعد اللعب المالي النظيف، ليكتب صفحة جديدة في تاريخ الانتقالات الكروية.
اترك تعليقاً