لقي سبعة مسلحين مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 30 آخرين اليوم الجمعة على خلفية اشتباكات مسلحة في محافظة (السليمانية) بإقليم كردستان العراق انتهت باعتقال رئيس حزب جبهة الشعب لاهور جنكي وعدد من المقربين منه بعد مواجهات دامية مع قوات أمنية تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني.
وذكر مصدر في مستشفى (السليمانية) أن المستشفى استقبل سبعة قتلى وأكثر من 30 مصابا من جراء الاشتباكات.
واندلعت الاشتباكات بين القوات الأمنية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وقوات حزب جبهة الشعب بعد صدور مذكرة توقيف من محكمة (السليمانية) بحق لاهور جنكي وآخرين بموجب المادة 56 من قانون العقوبات العراقي بتهمة “التآمر لزعزعة الأمن والاستقرار”.
وكان لاهور جنكي قد شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني قبل أن يعزل بقرار من رئيس الاتحاد بافل طالباني في يوليو 2021 إثر خلافات حادة داخل الحزب.
وأسس لاهور جنكي بعدها حزب جبهة الشعب الذي شارك لأول مرة في انتخابات برلمان كردستان العراق عام 2024 وحصل على مقعدين.
ويعد الحدث هذا ثاني اعتقال لشخصية معارضة في (السليمانية) خلال أقل من أسبوعين بعد اعتقال زعيم حزب الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد في 12 أغسطس الجاري.
وأصدر حزب جبهة الشعب بيانا اليوم دعا فيه حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية العراقية إلى جانب ممثلي الدول التي لديها بعثات دبلوماسية في الإقليم إلى اتخاذ موقف واضح إزاء ما وصفه ب”الممارسات غير الحضارية” التي تستهدف قادته وأعضاءه.
من جانبها أصدرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في إقليم كردستان بيانا شديد اللهجة دانت فيه الأحداث الدامية التي شهدتها (السليمانية) إثر عملية أمنية استهدفت اعتقال عدد من المطلوبين مؤكدة رفضها استخدام القوة المفرطة والأسلحة الثقيلة في مثل هذه العمليات ودعت إلى الالتزام بالقانون وحماية حقوق المواطنين.
وذكر البيان أن قوات أمنية كبيرة تضم وحدات مختلفة ومزودة بأسلحة خفيفة وثقيلة حاصرت الليلة الماضية منطقة معروفة باسم (لاله زار) في (السليمانية) حيث كان يتواجد ثلاثة مطلوبين مشيرا إلى أن العملية التي استمرت نحو أربع ساعات تخللتها مواجهات مسلحة عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وأحدثت حالة من الرعب والذعر بين سكان المنطقة.
وأعربت الهيئة عن أسفها العميق للخسائر البشرية التي نتجت عن الاشتباكات مشيرة إلى أن الطريقة المثلى لتنفيذ مذكرات الاعتقال يجب أن تكون عبر قوات الشرطة لا من خلال قوات مكافحة الإرهاب أو قوات مسلحة أخرى مشددة على أن استخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة في مناطق سكنية يشكل تهديدا خطرا لأمن السكان ويسيء إلى سمعة الإقليم.
واختتمت المنظمة بيانها بالتنبيه إلى أن استخدام مثل هذه القوات في أحداث وقضايا مشابهة قد تكرر في (السليمانية) أكثر من مرة مؤكدة أنها ستواصل مراقبة ومتابعة ما جرى عن كثب.
اترك تعليقاً