أكدت وزارة الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء أن حركة (حماس) الفلسطينية أبلغت الوسطاء بموافقتها على المقترح الجديد لإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية القطرية أن هذا المقترح يمثل أفضل الخيارات الممكنة في إطار حقن دماء الأشقاء في القطاع خاصة في ظل التصعيد العسكري المستمر والخطط المعلنة في وسائل الإعلام.
وأضاف الأنصاري أن المقترح الجديد يتضمن مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ويشمل إيقافا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 60 يوما يتم خلاله تبادل عدد من الأسرى إلى جانب إعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي وتكثيف دخول المساعدات الإنسانية وفقا لما نصت عليه بنود الاتفاق.
وأوضح أن رد (حماس) جاء إيجابيا للغاية ويتطابق بدرجة كبيرة مع ما تمت الموافقة عليه سابقا من الاحتلال الإسرائيلي إلا أن الوساطة ما زالت بانتظار الرد الرسمي من الاحتلال مضيفا أن “المنطقة تمر بلحظة إنسانية فارقة وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن فإننا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
ولفت إلى أن قطر تواصل جهودها بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة والأطراف الدولية الأخرى للدفع نحو إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وبشأن موعد رد الاحتلال الإسرائيلي قال الانصاري إنه لا يوجد إطار زمني محدد معربا عن أمله في أن يكون الرد سريعا وإيجابيا.
وأشار الانصاري إلى أن الوساطة لا تزال في مرحلة تبادل الردود وفي حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ستبدأ مرحلة تقنية لبحث تفاصيل التنفيذ مشددا على أن الاتفاق المرتقب سيكون برعاية وضمانة دولية في مقدمتها الولايات المتحدة غير أن التجارب السابقة أظهرت أن الالتزام من الطرفين يبقى الضمانة الحقيقية.
ولفت إلى أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن على تواصل مباشر مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وأن لغة المقترح المطروح صاغها الجانب الأمريكي في تصور سابق مشيرا إلى وجود انخراط يومي ومباشر بين دولة قطر والإدارة الأمريكية لدفع المفاوضات قدما.
وشدد على أن الهدف الأساسي يتمثل في التوصل إلى أسرع إيقاف ممكن لإطلاق النار حقنا للدماء في ظل الخسائر الإنسانية اليومية في قطاع غزة جراء القصف ونقص الغذاء والدواء وتدهور القطاع الصحي مؤكدا أن المقترح الذي وافقت عليه (حماس) يتضمن خطة واضحة للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.
وبشأن التنسيق العربي والإسلامي أشار الأنصاري إلى البيان الصادر منتصف الشهر الجاري عن وزارات خارجية 31 دولة عربية وإسلامية الذي أدان تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حول ما يسمى “إسرائيل الكبرى” موضحا أن هناك تنسيقا شبه يومي بين وزراء الخارجية بالدول العربية والإسلامية مع نظرائهم في الدول الصديقة لتوحيد المواقف تجاه “التصعيد الإسرائيلي”.
وبين أن مسؤولي الاحتلال يطرحون اليوم مواقف تتعدى احتلال غزة أو الضفة الغربية أو عزل القدس لتشمل الحديث عن احتلال دول عربية ذات سيادة وهو ما يمثل خرقا واضحا للقانون الدولي مؤكدا إدانة دولة قطر مرارا لهذه الممارسات ومنها خطة بناء المستوطنات لفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية.
وتطرق الانصاري إلى القمة الروسية – الأمريكية التي جمعت الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في (ألاسكا) معربا عن أمل قطر في أن تسهم هذه الجهود في التوصل إلى حل شامل ومستدام للأزمة الروسية – الأوكرانية.
كما أشار إلى استمرار جهود دولة قطر في دعم عملية السلام في جمهورية الكونغو مبينا أن وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد الخليفي على تواصل دائم مع الأطراف المعنية وأن قطر تعمل على تسهيل المفاوضات رغم تعقيدات الوضع.
اترك تعليقاً