بدأت ملامح التوتر تتسرب مبكرًا إلى أروقة ريال مدريد، بعد أسابيع قليلة فقط من تولي تشابي ألونسو قيادة الجهاز الفني للفريق الأول. مصادر إعلامية إسبانية، أبرزها صحيفة سبورت، كشفت عن خلاف متصاعد بين المدرب الشاب ورئيس النادي فلورنتينو بيريز، في ظل تباين حاد في الرؤى حول سوق الانتقالات الصيفي، ومستقبل خط الوسط الذي يراه ألونسو “حلقة مفقودة” في الفريق الحالي.
الخلاف تفجّر بشكل واضح عقب الهزيمة القاسية أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، والتي انتهت برباعية نظيفة وضعت علامات استفهام كبرى على الجاهزية الفنية للفريق، وأعادت فتح ملف التوازن في وسط الملعب.
تشابي ألونسو عبّر داخليًا عن قلقه من التراجع الحاد في جودة الوسط، خاصة بعد اعتزال توني كروس، وتذبذب مستوى عدد من اللاعبين الذين كانوا حتى وقت قريب من ركائز التشكيلة. ووفقًا للتقارير، طالب ألونسو بتعزيز عاجل في هذا المركز، مشيرًا إلى أسماء محددة مثل نيكولو باريلا (إنتر ميلان)، أنجيلو شتيلر (شتوتغارت)، وكيس سميت (ألكمار) كمناسبين لأسلوب لعبه.
لكن فلورنتينو بيريز لم يبدِ تجاوبًا مع هذه المطالب، واعتبر أن الفريق يضم ما يكفي من الجودة، خصوصًا بعد التعاقدات الأخيرة التي كلّفت خزينة النادي أكثر من 200 مليون يورو، شملت صفقات بارزة مثل دين هاوسن، فرانكو ماتانتونو، وألفارو كاريراس. رئيس النادي يرى أن الدخول في مفاوضات لضم لاعب وسط جديد مقابل 100 مليون يورو أمر غير منطقي، خاصة إذا لم يكن من طراز رفيع مثل رودري، الذي يعتبر هدفًا شبه مستحيل في ظل تمسك مانشستر سيتي به.
الخسارة أمام سان جيرمان لم تترك أثرًا فنيًا فقط، بل تسببت في ارتدادات داخلية، حيث يُقال إن ألونسو حاول النأي بنفسه عن مسؤولية الأداء، مشيرًا إلى أنه ورث تشكيلة غير متوازنة من عهد المدرب السابق كارلو أنشيلوتي. هذا التلميح لم يُعجب بيريز، الذي يرى أن الجهاز الفني الحالي يجب أن يتحمّل مسؤولية النتائج دون تبرير أو إحالة للماضي.
وفي الوقت نفسه، تشير تقارير إلى أن ألونسو يسعى لإعادة تعريف العلاقة بين المدرب والإدارة داخل النادي، مطالبًا بمساحة أوسع لاتخاذ القرار الفني بعيدًا عن تدخلات بيريز المعتادة. خطوة تحمل في طيّاتها تحديًا صريحًا لمنظومة إدارية تفضل أن تكون صاحبة الكلمة الأخيرة في الصفقات والاختيارات.
الخلاف الناشئ بين الطرفين يُعد أول اختبار حقيقي لألونسو في البيت الملكي، ليس فقط على مستوى النتائج، بل في مدى قدرته على فرض رؤيته داخل نادٍ تُكتب تاريخه بالبطولات، وتُقاس نجاحاته بسرعة الاستجابة للضغوط.
اترك تعليقاً