التقطت رائدة الفضاء نيكول آيرز من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) صورة تظهر ما يبدو كأنه «قنديل بحر» يشتعل فجأة في سماء الليل فوق أميركا الشمالية، وذلك في ظاهرة نادرة الحدوث.

وقد وقع هذا الحدث يوم الخميس 3 الجاري، بينما كانت محطة الفضاء الدولية تحلق فوق عاصفة رعدية هائلة تغطي أجزاء من المكسيك والولايات الأميركية الجنوبية، مثل: كاليفورنيا وتكساس.

وشاركت رائدة الفضاء الأميركية الصورة عبر حسابها على منصة «إكس»، وكتبت: «يا للعجب! بينما كنا نحلق فوق المكسيك والولايات المتحدة هذا الصباح، التقطت هذا العفريت»، وذلك في إشارة إلى نوع من الظواهر الجوية النادرة التي تسمى «عفاريت البرق»، والتي تندرج علميا تحت قائمة «الظواهر الضوئية العابرة»، والتي تحدث عادة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع 50 إلى 90 كيلومترا فوق سطح الأرض.

وفي هذه الحالة يؤدي النشاط الكهربائي العنيف في العواصف الرعدية، إلى إطلاق تفريغ كهربائي ضخم يمتد للأعلى بدلا من الأسفل، هذه الشحنة الكهربائية الهائلة يمكن أن تحدث اضطرابا في الطبقات العليا للغلاف الجوي.

وهذا الاضطراب يحفز الأيونات والجزيئات في تلك المنطقة من الغلاف الجوي، مما يولد وهجا أحمر لامعا يمتد للأعلى، بدلا من النزول إلى الأرض مثل البرق التقليدي.

وعادة ما تتلون هذه الظواهر باللون الأحمر بسبب تفاعل التفريغ الكهربائي مع النيتروجين في الغلاف الجوي العلوي، حيث يبعث النيتروجين ضوءا أحمر عند إثارة إلكتروناته.

ويعد أقدم رصد لهذه الظاهرة في عام 1886 بواسطة الباحثين توينبي وماكينزي اللذين سجلا هذه الملاحظة في دورية «نيتشر» الشهيرة، وتم توثيق أول صورة فوتوغرافية لهذه الظاهرة بالصدفة في 6 يوليو عام 1989 بواسطة علماء من جامعة مينيسوتا باستخدام كاميرا فيديو منخفضة الإضاءة، وبعد سنوات قليلة سميت هذه الظاهرة بـ «عفاريت البرق» بسبب طبيعتها الخفية وصعوبة رصدها.

ومنذ ذلك الحين تم تصويرها من الأرض والطائرات والفضاء وأصبحت موضوعا لأبحاث مكثفة. وفي عام 2019 التقط فريق علمي فيديو فائق السرعة بمعدل 100 ألف إطار في الثانية، والذي كشف تفاصيل أدق عن كيفية تشكل هذه الظاهرة النادرة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *