على بعد بضعة كيلومترات من موقع الكارثة النووية في فوكوشيما اليابانية، يعتني تاكويا هاراغوتشي بنباتات كيوي جديدة تحت أشعة الشمس الربيعية، معيدا الحياة لأراض كانت تشكل منطقة منكوبة.

كان المزارع يبلغ 11 عاما عندما ضرب اليابان أقوى زلزال في تاريخها، أعقبه سونامي أدى إلى مقتل أو فقدان 18500 شخص، بعد كارثة مارس 2011.

طالت المياه محطة فوكوشيما للطاقة النووية على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، مما تسبب في انصهار نووي مدمر وتلوث.

ويؤمن هاراغوتشي، الذي يبلغ حاليا 25 عاما والمقيم حديثا في أوكوما، بمستقبل منطقة فوكوشيما. و يقول الشاب الذي أصبحت بشرته سمراء بفعل العمل في الحقول، «من خلال زراعة الكيوي هنا، أود أن يصبح الناس مهتمين.. ويكتشفوا كيف تبدو فوكوشيما في الواقع اليوم».

كانت المنطقة مشهورة خصوصا بإجاصها اللذيذ وخوخها ذي النكهة الحلوة. لكن الكارثة النووية قضت على كل شيء. وبعد أكثر من عقد، ونتيجة عمليات تطهير واسعة بينها إزالة الطبقة العليا من التربة الزراعية بالكامل، تؤكد السلطات أن منتجات فوكوشيما آمنة.

درس هاراغوتشي علوم الحاسوب في الجامعة، لكن حلمه الفعلي كان أن يصبح خبيرا في زراعة الأشجار.

في عام 2021، اكتشف هاراغوتشي بلدة أوكوما خلال حدث طالبي، حيث التقى السكان المحليين العازمين على إحياء مجتمعهم من خلال تطوير زراعة الكيوي.

أطلق هاراغوتشي مشروعه «ري فروتس» مع شريك هو أيضا في العشرينات من عمره. ويملك الرجلان 2.5 هكتار من الأراضي، بعضها مزروع جزئيا، ويأملان حصاد أولى ثمار الكيوي خلال العام المقبل.

ومنذ أصبحت المدينة صالحة للسكن مرة جديدة عام 2019، انتقل 1500 شخص إلى أوكوما، فيما تخطى عدد الوافدين الجدد ألف شخص يعمل مئات منهم في محطة الطاقة. وبوميا، تراقب عشرات من أجهزة الاستشعار في أوكوما مستويات الإشعاع التي تبقى ضمن حدود السلامة التي حددتها السلطات.

لكن كاوري سوزوكي التي ترأس جمعية «ماذرز رادييشن لاب فوكوشيما ـ تاراشين» تؤكد أن الحذر لايزال مطلوبا، فيما تجري منظمتها اختبارات إشعاعية خاصة بها على التربة والأغذية المنتجة في فوكوشيما.

وتقول لوكالة فرانس برس «يعود القرار إلى كل فرد فيما يريد استهلاكه».

وفي حين تؤكد السلطات عدم وجود خطر مباشر على الصحة، تشير سوزوكي إلى المخاطر المرتبطة بالزراعة في المناطق التي تأثرت بشدة بالتداعيات الناجمة عن الكارثة النووية.

وتقول «من الأفضل أن نبقى حذرين لأن الناس أصبحوا أكثر ارتياحا».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *