أعربت الصين اليوم السبت عن معارضتها الشديدة لما أسمته “التيار المعاكس المبني على الأحادية وأعمال التسلط والتنمر” وتحويل بحار آسيا والمحيط الهادئ إلى ساحة معركة بهدف السعي إلى الهيمنة.
وذكرت صحيفة (تشاينا ديلي) الصينية الرسمية أن ذلك جاء في تصريح أدلى به رئيس الوفد الصيني نائب رئيس جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي اللواء هو غانغ فنغ خلال مشاركته في النسخة ال22 من منتدى (شانغريلا) للحوار الذي انطلقت فعالياته في سنغافورة أمس الجمعة.
واضافت الصحيفة أن تصريح اللواء هو جاء ردا على اتهامات “باطلة” موجهة ضد بلاده ونقلت عنه قوله “إن الصين لا تقبل تلك الاتهامات غير المبررة التي تأتي من العدم وتذكي المواجهات وتحاول زعزعة استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ” لافتا إلى أنها لا تحظى بشعبية وأنها محكوم عليها بالفشل.
وأشار إلى أن بعض الدول تعمل عبثا على بناء “دوائر صغيرة إقصائية” للمواجهات وزيادة وجودها العسكري بشكل كبير كما أنها تنتهك السيادة الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية للدول الأخرى بشكل متكرر تحت شعار حرية الملاحة محذرا من التحديات العظام التي تواجه الأمن البحري في المنطقة.
وأضاف أن بعض الدول تؤيد عمدا القوى الانفصالية الساعية إلى “استقلال تايوان” ما قوض بشكل خطر السلام والاستقرار عبر المضيق.
ودعا إلى الالتزام بتعددية حقيقية ومفاهيم الحوكمة المتمثلة في “التشاور والتشارك والتقاسم” للحفاظ على نظام الأمن البحري في آسيا والباسيفيك مبديا معارضة بكين للأعمال غير القانونية التي تخلق الانفصال وتعرقل إعادة التوحيد وتضر بالمصالح الجوهرية للدول ذات السيادة.
وأكد ضرورة التمسك بتسوية النزاعات التي تخص الأراضي والمصالح البحرية بالطرق السلمية عبر التشاور الودي المباشر بين الأطراف المعنية والالتزام بالقانون الدولي بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وكذلك بنود (إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي) مشددا على معارضة أي محاولة لرسم الخطوط دون التمييز بين الصواب والخطأ وصب الزيت على النار بشكل متعمد.
وأوضح أن الوضع الأمني البحري الإقليمي يشهد استقرارا بشكل عام حيث لم يندلع أي صراع عسكري بحري في المنطقة منذ سنوات طويلة مشيرا إلى أن بحر الصين الجنوبي يعد أكثر المناطق البحرية أمانا واكتظاظا للملاحة والطيران في العالم.
وتأتي هذه الدورة من حوار (شانغريلا) التي تمثل قمة الدفاع والأمن الأبرز في آسيا وسط توترات جيوسياسية في ظل استمرار النزاعات السيادية في بحر الصين الجنوبي وتدخل قوى خارجية فيها وكذلك الصراع الروسي الأوكراني.
واستقطب هذا الحوار السنوي الذي أسسه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره المملكة المتحدة منذ عام 2002 سياسيين ومسؤولين دفاعيين كبارا وخبراء وأكاديميين بارزين من 40 دولة بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
اترك تعليقاً