تعطّلت حركة القطارات عالية السرعة بين العاصمة الاسبانية مدريد وإشبيلية، جنوب البلاد، الأحد، إثر عملية تخريب وُصفت بـ”الخطيرة”، تمثّلت في سرقة كابلات نحاسية من عدة مواقع بمقاطعة توليدو، ما تسبب في اضطرابات واسعة وتأخير قطارات، وعرقلة سفر آلاف الركاب في متم عطلة نهاية الأسبوع الطويلة.
وأفادت شركة “أديف”، المشرفة على البنية التحتية للسكك الحديدية في إسبانيا، بأن عملية السرقة استهدفت ما لا يقل عن 300 متر من الكابلات النحاسية، موزعة على أربعة مواقع متفرقة بين بلدات مادريديخوس ومورا وأوردا وأورغاز.
وتسببت العملية في شلل جزئي لأنظمة الإشارات، ما أثر مباشرة على حركة القطارات في محور يعد من أكثر المحاور حيوية في البلاد.
وأعرب وزير النقل والتنقل المستدام، أوسكار بوينتي، عن إدانته الشديدة للحادث، واصفا إياه بـ”العمل التخريبي الخطير الذي يضر بالمصلحة العامة”، مضيفا أن ما حدث “ليس مجرد سرقة، بل اعتداء مباشر على سلامة منظومة النقل، وعلى الآلاف من المواطنين الذين يعتمدون عليها يومياً”.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تأثر ما لا يقل عن 6,300 مسافر بالاضطرابات التي طالت 21 قطاراً على الأقل، بعضها توقّف بالكامل، فيما سجلت الأخرى تأخيرات تجاوزت الساعتين، ما خلّف حالة من الارتباك والغضب في المحطات الرئيسية، خصوصاً في مدريد وقرطبة وإشبيلية.
وفي الأثناء، فتح الحرس المدني الإسباني تحقيقا لتحديد هوية الفاعلين، مرجّحاً أن تكون العملية من تنفيذ عصابة منظمة بالنظر إلى طبيعة التنفيذ وتعدد النقاط المستهدفة.
ودعت السلطات العمومية المواطنين إلى الإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في تسريع التحقيق، مشيرة إلى أن ظاهرة سرقة الكابلات النحاسية تمثل تحديا أمنيا متزايدا في السنوات الأخيرة، وتسببت في خسائر مالية جسيمة.
وتُعدّ سرقة الكابلات من خطوط القطارات أحد أبرز التهديدات التي تواجه شبكة النقل الإسبانية، وقد تصاعدت حدتها بفعل ارتفاع أسعار النحاس في السوق السوداء.
اترك تعليقاً