من مطلع مايو 2011 إلى أفول أبريل 2025، 14 عاماً تحكي قصة فريدة غير مسبوقة كُتبت بحبر الشغف والإصرار والانتماء بين «بوعلي» وأصغر الجزر الكويتية وأكثرها توغلاً داخل البحر ببعدها عن ساحل الزور 37.5 كيلو متر.

وإذا كان الناس في ما يعشقون مذاهبُ، فإن المواطن الأربعيني فيصل ملك اختار أن يهب حياته وماله لمحبوبته جزيرة «قاروه» التي نذر نفسه لخدمتها والسهر على الاعتناء بها حتى ارتبط بها نفسياً وجسدياً وبات يُطلق عليه «ابن قاروه».

حالة العشق بدأت بدعوة من أحد الأصدقاء لتلك الجزيرة التي لا يستطيع من يحط قدمه على رمالها إلا أن يكون أحد المتيمين بها، ولا يغادرها أحد إلا على أمل العودة والرجوع. وتطورت حالة العشق إلى إقامة شبه دائمة تقارب الأربعة أيام أسبوعياً يسعى فيها «بوعلي» بأمواله الخاصة لتحسين وضع الجزيرة البيئي.

«بوعلي»، الذي يغضب ممن يلقب «قاروه» بـ «مالديف الكويت»، كونه يراها أجمل من أن تقارن بأي مكان، يقول «عندما أحتاج أن أنعزل عن العالم أذهب إلى أجمل بقعة على كوكب الأرض وهي جزيرة قاروه، حيث أشعر بالسكينة و الراحة والهدوء».

بعد أن أتم عامه الثالث بعد الأربعين أصبحت «قاروه» قبلته، يغادرها بوجع الفراق ويستقبلها ببهجة اللقاء، وما إن تطأ قدمه رمالها حتى يبدأ في«تنظيفها وإزالة جميع المخلفات من سطحها ومياهها والاهتمام بكلّ كائن حي يتواجد فيها».

«بوعلي» لا يذهب لمحبوبته وحيداً، ففي يسراه كرة «ويلسون» الشهيرة، وفي يمناه مجسم طراده الذي يسميه «ملك 13»، وعند ممارسته للغوص في الجزيرة يقوم بجمع الشعاب المرجانية المكسورة، والتي لاتزال حية ثم يقوم بزراعتها من جديد ومتابعتها باستمرار ليراقب نموها ويدوّن ملاحظات عن قياساتها وحالتها الصحية.

وإمعاناً في البِر، لم يكتف «ابن قاروه» بالاهتمام بالجزيرة وتنظيفها وتأهيل شعابها المرجانية، بل يوثق كلّ المعلومات عن أوضاعها وما طرأ عليها حتى بات يمتلك أكبر وأدقّ أرشيف بيئي غير رسمي عن هذه الجزيرة.

5 محاور لتطوير «قاروه»

يرى «ابن قاروه» أن ثمة 5 محاور يمكن من خلالها تطوير الجزيرة، وهي:

1 – إعادة تأهيل شعابها المرجانية للحدّ من تآكل الجزيرة.

2 – زيادة عدد المرابط البحرية والساحلية لخدمة روادها وزوارها وحماية المرجان.

3 – زراعة بعض الأشجار لتثبيت تربة الجزيرة وعدم انحرافها وتآكلها.

4 – إنشاء مركز مختص لشرطة البيئة لرصد المُخالفين ومُخالفتهم.

5 – وضع لوحات إرشادية بشكل جمالي ليشدّ انتباه الرواد والزوار.

«ابن قاروه» في 2024

18 رحلة فردية

67 رحلة جماعية

897 ساعة في الجزيرة

56 ساعة تنظيف

765 كيلو غراماً من المُخلّفات المُنتشلة

5 جولات غوص فردية

72 جولة غوص جماعية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *