ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق أمس، إذ عزز تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد ينفذ أول خفض لأسعار الفائدة قريبا، في حين ارتفعت الفضة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 11 عاما.

وصعد الذهب بالمعاملات الفورية 1.4% إلى 2448.98 دولارا للأونصة، بعد أن سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 2449.89 دولارا بوقت سابق من الجلسة، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.5% إلى 2453.20 دولارا، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بالمعاملات الفورية 1.9% إلى 32.08 دولارا بعد أن سجلت أعلى مستوى في أكثر من 11 عاما.

وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي علامات على تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة ويتوقع المستثمرون الآن فرصة بنسبة 65% لخفض أسعار الفائدة الأميركية بحلول سبتمبر حسب «رويترز»، وظل مؤشر الدولار ضعيفا، ما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أكثر جاذبية للمشترين من حائزي العملات الأخرى.

وكتب محللون في «إيه.إن.زد» في مذكرة: رخص الفضة نسبيا مقارنة بالذهب وقوة العوامل الأساسية المرتبطة بها يزيدان اهتمام المستثمرين، وارتفع البلاتين 0.2% إلى 1083.05 دولارا، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 12 مايو 2023. وانخفض البلاديوم 0.1% إلى 1009.05 دولارات.

وتفوقت الفضة على وتيرة صعود الذهب منذ بداية العام الحالي، ليكون المعدن الأبيض ضمن أفضل المعادن الرئيسية أداء هذا العام، فمنذ بداية 2024 حتى تسوية تعاملات الجمعة الماضية، ارتفع عقد تسليم الشهر التالي للفضة بنحو 32%، مقابل صعود بنحو 16% للذهب في الفترة نفسها.

وتراجعت نسبة سعر الذهب إلى الفضة إلى نحو 76 مثلا بنهاية الأسبوع الماضي، وهو أقل مستوى منذ أغسطس 2023، ومقابل نحو 90 مثلا في يناير الماضي، لكن لا يزال سعر الفضة نسبة إلى الذهب مرتفعا بالمقاييس التاريخية، حيث وصل المتوسط إلى 68 مثلا خلال آخر 20 عاما.

وقد استفادت الفضة من مجموعة من العوامل، مع حقيقة أن المعدن يتمتع بأهمية مزدوجة، حيث يعتبر من الأصول المالية، بالإضافة إلى الاستخدامات الصناعية والتي تشمل تقنيات الطاقة النظيفة، وعزز مديرو الأصول رهاناتهم الصعودية على العقود الآجلة للفضة في الأسبوع المنتهي في الرابع عشر من مايو إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين.

ويتجه سوق الفضة العالمي الى تسجيل رابع عام متتال من العجز في المعروض، مع توقعات مجلس الفضة بأن يشهد 2024 ثاني أكبر عجز في تاريخ المعدن. كما تسبب الطلب الصناعي القوي على الفضة في استنزاف المخزونات الرئيسية في العالم، حيث انخفضت المخزونات التي تتبعها جمعية سوق السبائك في لندن إلى ثاني أدنى مستوى على الإطلاق في أبريل، كما تقترب أحجام المخزونات في نيويورك وشنغهاي من أدنى مستوياتها الموسمية.

وتعتقد شركة «تي دي سيكيوريتيز» أنه على مدى العامين المقبلين، قد يتم استنفاد مخزونات جمعية سوق السبائك في لندن بالنظر إلى وتيرة الطلب الحالية، بينما ربط «فيل سترايبل» كبير استراتيجي السوق في «بلو لاين فيوتشرز» مكاسب الفضة بعودة الاهتمام بأسهم الميم في وول ستريت، مشيرا إلى أن المضاربين يبحثون عن أصول مختلفة لاستغلالها، مشددا على أن الفضة عادة ما تعتبر واحدة من تفضيلاتهم.

وكانت الفضة ضمن الأصول المستهدفة من جانب مستثمري التجزئة عبر موقع «ريديت» في عام 2021، وسط التدافع على شراء سهم «جيم ستوب» وغيرها من أسهم الشركات الصغيرة آنذاك.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *