يردد التونسيون المثل الشعبي «مطر مارس ذهب خالص»، لكن انحباس الأمطار هذا العام ينذر بموسم انتاج حبوب «كارثي» في تونس التي تمر بأزمة جفاف وشح غير مسبوق في المياه.

وتشهد تونس ذات المناخ شبه الجاف تراجعا كبيرا في تساقطات الأمطار وشحا في الموارد المائية ما أثر بشكل مباشر على الزراعة وخصوصا قطاع الحبوب.

حيث لم يتجاوز معدل المتساقطات في منطقة مجاز الباب خلال فصل الخريف والشتاء المئة ملليمتر لذلك قرر عشرات المزارعين في المنطقة حرث ما نبت من المحصول أو تخصيصه مرعى لقطعان الأبقار والأغنام.

تعتبر منطقة مجاز الباب وكامل محافظة باجة «مطمورا» (مزودا) أساسيا لكامل محافظات البلاد بالقمح والحبوب، ولكن سد سيدي سالم الأكبر لتجميع المياه في المنطقة لم يتجاوز معدل امتلائه 16%.

أمام هذا الوضع غير المسبوق، أقرت السلطات الزراعية إجراءات مستعجلة نهاية مارس من أجل التحكم في الموارد المائية وأقرت نظام حصص لتزويد المياه الصالحة للشرب، كما منعت استعمال المياه في الزراعة وري الحدائق وغسل السيارات حتى سبتمبر المقبل.

تحتاج السوق الاستهلاكية التونسية إلى ثلاثين مليون قنطار من القمح والشعير سنويا وتستورد في غالب الأحيان 60 إلى 70% من حاجياتها من الأسواق الخارجية خصوصا أوكرانيا وروسيا.

لكن هدا العام «محصول الحبوب كارثي لن يتعدى الانتاج 2.5 مليون قنطار سنجمع منها 1.5 مليون قنطار فقط، مقارنة بالسنة الماضية 7 ملايين قنطار».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *