تجاوز التوتر المتصاعد بين القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة حادث إسقاط مقاتلة روسية لطائرة مسيرة أميركية، ليصب إعلان الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أن روسيا ستحاول العثور على المسيرة الأميركية، المزيد من الزيت على نار المواجهة، حيث أكد أن موسكو تبحث عن حطامها، وقال مدير الاستخبارات الخارجية الروسية «لدينا إمكانيات تقنية لانتشال حطام المسيرة الأميركية من مياه البحر الأسود».

واعتبر باتروشيف أن الحادث يظهر تورط واشنطن بالنزاع في أوكرانيا بشكل مباشر، وهذا بالضبط ما ألمحت إليه «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤول عسكري أميركي بأن «كاميرات المسيرة يمكنها مراقبة شبه جزيرة القرم من المجال الجوي الدولي».

وتبادل البلدان الاتهامات بالتسبب في الحادث، وقدمتا روايتين مختلفتين.

وقال الجيش الأميركي إن الحادثة نجمت عن تصادم في الجو بعد أن اقتربت مقاتلتان روسيتان من طراز (سو-27) من إحدى طائراتها المسيرة من طراز (إم.كيو-9) ريبر، وكانت في مهمة استطلاع فوق المياه الدولية.

وذكرت واشنطن أن المقاتلتين اقتربتا من الطائرة المسيرة وسكبتا الوقود عليها، قبل أن تحطم إحداهما مروحة الطائرة المسيرة لتسقط في البحر.

وقال جيمس بي. هيكر قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا: «هذا الحادث يدل على نقص الكفاءة بالإضافة إلى الافتقار إلى قواعد السلامة والاحترافية».

ونفت موسكو وقوع تصادم، وقالت إن الطائرة المسيرة تحطمت بعد «مناورات خطيرة». وأضافت أن الطائرة حلقت «عمدا وبشكل استفزازي» بالقرب من المجال الجوي الروسي مع إغلاق أجهزة الإرسال، وسارعت موسكو بالدفع بالمقاتلتين لتحديد هويتها. ودعت واشنطن للابتعاد عن مجالها الجوي.

وفي بيان أصدره امس، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، إن المسيرات الأميركية تجمع بيانات استخباراتية تستخدمها كييف لضرب القوات والأراضي الروسية.

وأضاف أنتونوف ان على الولايات المتحدة أن تكف عما وصفها بعمليات التحليق العدائية بالقرب من الحدود الروسية، معبرا عن اعتقاده بأهمية الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة مع واشنطن.

وبعيد استدعائه من قبل الخارجية الأميركية أمس الاول لتسليمه رسالة احتجاج على الحادثة، قال السفير الروسي إن بلاده لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، وتفضل عدم خلق وضع يمكن أن تحدث فيه اشتباكات أو حوادث غير مقصودة بين البلدين.

وتساءل أنتونوف: كيف سيكون موقف الولايات المتحدة لو اقتربت مسيرات روسية من نيويورك أو سان فرانسيسكو؟ مجيبا على سؤاله: «إنني على يقين بأن سلوك الجيش الأميركي سيكون حازما، والولايات المتحدة لن تسمح باختراق مجالها الجوي أو البحري.. ننتظر أن تمتنع الولايات المتحدة عن المزيد من التكهنات في المجال الإعلامي وتتوقف عن الطيران بالقرب من الحدود الروسية».

وبالتوازي مع استدعاء السفير الروسي لدى واشنطن للاحتجاج على الحادثة، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل في البحر الأسود وفقا لما تنص عليه القوانين الدولية.

وأضاف كيربي أنه إذا كانت روسيا تريد إيصال رسالة لواشنطن بعدم الطيران فوق البحر الأسود فإن «هذه الرسالة فشلت»، حسب تعبيره.

كما قال المسؤول الأميركي إنه جرى اتخاذ خطوات لضمان عدم وقوع حطام المسيرة في الأيدي الخطأ، وأضاف أن المسيرة الأميركية كانت في المجال الدولي فوق المياه الدولية ولم تكن تشكل أي تهديد لأي جهة، مشيرا إلى أن اعتراض الطائرات الروسية للطائرات الأجنبية فوق البحر الأسود أمر مألوف.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *