بينما لا يزال العالم يعاني من تأثير جائحة كوفيد-19، وعوائق سلسلة التوريد، والصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، يتعرض الاقتصاد العالمي مرة أخرى لضربة موجعة: تضخم يتزايد أكثر فأكثر، وركود يلوح في الأفق

لمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار، ترفع البنوك المركزية معدلات الفائدة. ولكن إذا استمرت عملية رفع معدلات الفائدة بهذه السرعة، ربما يؤدي ذلك إلى حدوث انكماش اقتصادي. فلماذا يعد هذا الجانب مهمًا؟ وما الجهة الملامة؟.. فوربس الشرق الأوسط تشرح الإجابة

ما هو التضخم؟

يعد التضخم معدل الزيادة في الأسعار خلال فترة زمنية معينة. وفقًا لصندوق النقد الدولي (IMF)، فإن التضخم عادة ما يكون مقياسًا واسعًا، مثل الارتفاع الكلي في الأسعار أو ارتفاع تكلفة المعيشة في بلد ما

رفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم معدلات الاقتراض الرئيسية، لمكافحة ارتفاع الأسعار الناجم عن الوباء، بسبب اضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن، وسوء الأحوال الجوية

ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة بنسبة 0.25% في 17 مارس/ آذار 2022 – وهي أول زيادة له منذ عام 2018، كما حذر من زيادات متوقعة قادمة لِما تبقى من عام 2022

في يونيو/ حزيران، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن أكبر رفع لمعدلات الفائدة منذ عام 1994، ورفع معدل الاقتراض بنسبة 0.75%، في إشارة إلى أن البنك المركزي كان يكافح لكبح جماح ارتفاع التضخم

كما قام بثلاث زيادات إضافية في معدلات الفائدة بنسبة 0.75% قبل أن تتباطأ إلى 0.5%، وهي الزيادة الأخيرة لعام 2022 التي تم الإعلان عنها في 14 ديسمبر/ كانون الأول

أعلن بنك إنجلترا (BoE)، في 15 ديسمبر/ كانون الأول، عن رفع معدلات الفائدة للمرة الثامنة والأخيرة هذا العام، ورفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3.50%، وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من سياسات التشدد في عام 2023 لكبح جماح التضخم. يمثل هذا الارتفاع تباطؤًا عن الزيادة بنحو 75 نقطة أساس في نوفمبر/ تشرين الثاني

في نفس اليوم، أعلن البنك المركزي الأوروبي (ECB) أيضًا عن رفع معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ولكنه اختار زيادة أقل من الزيادة البالغة 75 نقطة أساس في أكتوبر/ تشرين الأول. ومع ذلك، أكد البنك أنهم يحتاجون إلى مزيد من الزيادات في معدلات الفائدة لمواصلة كبح جماح التضخم

مصدر الصورة: Westlight/ Shutterstock.com

قال العضو المنتدب ومحلل التجزئة في شركة البيانات والأبحاث (GlobalData)، نيل سوندرز، لفوربس الشرق الأوسط: “يعد التضخم الآن مشكلة عالمية خطيرة”

وأضاف: “لقد كان مرتفعًا لفترة طويلة، لذلك كان له تأثير كبير على إنفاق المستهلكين وثقتهم. كما أنه يؤثر في الشركات التي شهدت ارتفاعًا سريعًا في تكاليف كل شيء بدءًا من العمالة وحتى المواد الخام، ما يلقي بظلاله على أرباح تلك الشركات”

وربما لا تشهد معظم الدول انخفاضًا في معدلات التضخم حتى العام المقبل

قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في مقابلة مع برنامج (60 Minutes) الذي يعرض على شبكة سي بي إس، إن معدلات التضخم سينخفض في الولايات المتحدة بنهاية العام المقبل، “ما لم تحدث أي صدمة غير متوقعة”

ما سبب ارتفاع الأسعار؟

أثرت القيود المفروضة خلال جائحة كوفيد-19، والصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا في سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، ما تسبب في استمرار حالة عدم اليقين في أسواق الغذاء والمواد الخام والطاقة

أدى ذلك إلى خلق حالة من عدم اليقين بشأن إمدادات وتسعير الأغذية والطاقة على مستوى العالم، وفقًا لشركة البيانات والأبحاث (Euromonitor International)

خطر الركود

حذر البنك الدولي في تقرير سبتمبر/ أيلول من أن الاقتصادات في جميع أنحاء العالم ربما تواجه ركودًا في عام 2023، إذ تواصل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم رفع معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *