علماء الشرع: المظاهرات والإضرابات أسلوب يتعارض مع شريعة الإسلام

المظاهرات والإضرابات من الظواهر الاجتماعية الحديثة يتخذها البعض للتعبير عن استيائه أو للمطالبة بحق أو محاولة للضغط على أصحاب القرار لتنفيذ مطلب من المطالب، فهل هذه الوسائل تتفق مع الشريعة الإسلامية؟ أم أنها تصلح لمجتمع دون الآخر؟ أم تؤدي لانتشار الفتن في المجتمع؟ وما ضوابطها؟ هذا ما فسره العلماء.

في البداية، يقول د.خالد المذكور ان الإسلام يحرص دائما على تهدئة المواقف واتباع الوسائل المشروعة وصولا الى الحق والأهداف المبتغاة، وإن استخدام وسائل تؤدي الى إيقاظ الفتنة في المجتمع أمر لا يقره الإسلام على اعتبار ان المظاهرات والإضرابات قد يكون مؤداها في الغالب فتنا ومضار أكبر من عوائدها النفعية، خاصة انها تؤدي الى تأزم الأمور بين الأطراف المعنية، ويتمسك كل طرف بموقف عدائي تجاه الآخر، وبالتالي قد يؤدي ذلك الى أمور لا تحمد عقباها. لذلك أنا لا أفضل أسلوب الإضراب أو التظاهرات، وإنما أدعو الى الحوار الهادئ والنقاش البناء والسعي الى الحق لينشده الجميع، ومحاولة عرض المشكلات الطارئة بأسلوب هين لين على من بيده الحل أو من باستطاعته مباشرة الأمر وصولا الى الحق.

نفوس ضعيفة

وحذر د.المذكور من النتائج التي قد تجلبها مثل هذه المظاهرات والإضرابات في ظل الانتشار الإعلامي الذي يهول الأمور ويظهر البلدان التي بها مثل هذه الأعمال على انها تعمها الفوضى إضافة لوجود البعض من ذوي النفوس الضعيفة الذين يستغلون هذه الأعمال في إلحاق الضرر بالمجتمع وهذا ما لا تقره شريعة الإسلام. وأشار الى أهمية العلاج بالحكمة واجتماع ممثلين من المتضررين او من بيده أمرهم ويتم توصيل صوتهم للجهات المسؤولة بطريقة أو بأخرى وتبليغ شكواهم الى الجهات المختصة، وهذا هو الطريق الديموقراطي الذي ينادي به الكثير ولا يتعارض مع المنهج الإسلامي الصحيح.

خسائر

ويضيف د ..سعد العنزي بقوله: إن هذه الأساليب لم تؤد المطلوب ولم تعد بالنفع المنشود، وعليه يجب التفكير في إيجاد حلول للمشكلات التي قد تعترض مسيرة المجتمع أو فئة منه من خلال التحاور والتشاور لأهل الرأي منهم أو عقد ندوات تناقش القضية من كل جوانبها للخروج بتوصية أو علاج ناجع يمكن عن طريقه معالجة القضية التي قد تسبب هذا الإضراب او تلك المظاهرات فمثل هذه المظاهرات تؤدي الى تعطيل الأعمال وإحداث خسائر مادية، كما تؤثر سلبا على الاقتصاد مما يترتب عليه خسائر وضرر على عامة المسلمين ما يحقق الكثير من الأهداف المغرضة لغير المسلمين من أعدائهم والمتربصين لهم الذين يستخدمون الأساليب كافة لتفريق كلمة المسلمين وشق صفوفهم عملا بقاعدة «فرِّق تسُد» منها حرية الرأي او حرية التعبير وهم يعمدون الى دس السم في العسل ما يترتب عليه عواقب وخيمة ضارة إن لم تكن آنية فسوف تكون مستقبلية.

صمام أمان

من جهته، يؤكد الشيخ سعد الشمري ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام وصمام أمان للمجتمع المسلم وقوة له، والمعروف هو اسم جامع لكل خير، والمنكر هو اسم جامع لكل شر او ما عرف قبحه شرعا او عرفا، وقد جاءت الشريعة بتحصيل المعروف ونشره بين الناس، وجاءت الشريعة بانتفاء المنكر او تقليله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»، رواه مسلم في صحيحه. وكذلك النهي عن المنكر من أبرز شروطه ألا يؤدي الى منكر أغلظ منه أو إلى مفسدة أكبر.

مقاصد الإسلام

وأضــاف أن الأمــر بالمعروف والنهي عن المنكر من وسائل الدعوة الى الله تعالي التي مبناها على قول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) لأن الأمر يتعلق بإنقاذ الناس من النار إذا هم سلكوا صراط الله المستقيم وهو الإسلام والسنة وطاعة الله ورسوله، ومن أعظم مقاصد الإسلام تحصيل الأمن والأمان وحقن الدماء الزكية وحفظ الأموال المحترمة وإزالة الجفوة بين الحاكم والمحكوم على مبنى التناصح لا التفاضح وعلى نية إرادة الخير وجمع الكلمة وائتلاف القلوب، أما إثارة المشكلات وإشعال الفتن واستثارة القلوب على الحكومات وتعميق الحُفر للشر وتجافي القلوب تحت أي مسمى فهذا لا تقبله الشريعة الإسلامية بحال بل تنفر منه الفطر السليمة والعقول المنضبطة سواء سميت بالمظاهرات او الاعتصامات او نحو ذلك من الأسماء.

نعمة الله

وزاد: والمظاهرات التي حصلت في بلاد المسلمين وخاصة منذ 11 سنة او أزيد أحدثت شرخا رهيبا وجرحا غائرا والفطن يعتبر بما حصل حولنا وما جر ذلك من ويلات.

وتابع: علينا أن نقدّر نعمة الله علينا مما نعيشه في هذا الـــبلد الطيب من أمن وأمــــان ورغد عيش، ولا ندّعي الكمال ولا المثالية، بل نطمح إلى المزيد من المــعروف وانتفاء المنكرات، والعاقل يسلك المسالك الصحيحة للنصح والإرشاد والدعوة والأمـــر والنهي، وأن يحرص كل فرد منا على صلاح نفسه وتهذيبها والنأي بها عـــما يسخط الرب سبحانه وأن يحافظ على فرائضه ولا يتوانى ولا يكسل ويحرص على هداية أهله وأولاده، والــحرص على الدعوة الــــفردية بهدف صلاح المجتمع والنهي عن المنكرات العامــة، وهناك أمور من تقدير الأشياء والمشكلات وإيجاد حل لها يرجع فيها إلى أولي الأمر من العلماء والأمراء. والله المستعان.

شاهد أيضاً

وفيات الخميس 18-4-2024

وليد عبدالله ناصر الغانم، 53 عاماً، (شيع)، الرجال: العزاء في المقبرة، تلفون: 50344127 – 99995508، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض