تطلق نوبات الهلع أو «البانيك أتاك» على لحظات الرهاب التي تصيب الإنسان، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض الجسدية والمعرفية التي تظهر عندما يسيطر الخوف على العقل ولا يستطيع الجسم تحملها وتفسيرها.
ووفقاً لـ«نيويورك تايمز»، قد يصاب بعض الأشخاص باضطراب الهلع إثر نوبات هلع متكررة وغير متوقعة تتداخل مع الأداء اليومي. وفي حين يصاب نحو %30 من الناس بنوبة هلع واحدة على الأقل في حياتهم، فإن اثنين إلى أربعة في المئة فقط يصابون باضطراب الهلع.
يعرّف معظم الخبراء نوبة الهلع بأنها بداية مفاجئة لخوف شديد، على عكس حالة القلق العام، والتي تظهر عادةً على أنها قلق دائم. ويتعرض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع لأعراض عقلية وجسدية، تختلف من شخص لآخر. ومن الأعراض التي تشخص نوبة الهلع ما يلي:
1 – قد يشعر المصاب بأنه لا يستطيع التنفس.
2 – قد ترتعش أطرافه، وفي بعض الأحيان يهتز.
3 – قد يصاب بالغثيان.
4 – يمكن أن يضيق صدره، ويبلغ البعض عن إحساسهم بأنهم يختنقون.
5 – قد يشعر البعض فجأة بالحرارة والتعرق، بينما يشعر البعض الآخر بالقشعريرة.
6 – الشعور بالقلق والخوف الشديد، وقد يفقد المصاب السيطرة على عقله وجسده، اعتقاداً بأنه يعاني من نوبة قلبية.
معظم الأشخاص الذين يعانون بشكل منتظم من نوبات الهلع لا يواجهون كل الأعراض، بل اثنين أو ثلاثة على الأقل. وتتفاقم الأعراض على مدار عشر دقائق، ولكن عادةً ما تتلاشى في غضون نصف ساعة.
ما الذي يسبب نوبة الهلع؟
يمكن لمجموعة متنوعة من الضغوط، مثل الأحداث الصادمة أو المخاوف المالية أو حتى التحدث أمام الجمهور أن تؤدي إلى نوبة هلع. ولكن يمكن أن تحدث أيضًا بشكل غير متوقع، دون أي محفز واضح. فعندما يعاني الناس من إجهاد شديد فإن الجهاز العصبي السمبثاوي ينشط، وهو شبكة من الأعصاب التي تطلق ما يسميه علماء النفس استجابة «القتال أو الهروب» للخطر المتصور. وحينها يفرز الجسم مواد كيميائية مثل الأدرينالين، والنورادرينالين، مما يتسبب في زيادة إفراز القلب، وانتفاخ حدقة العين، وإفراز الجلد للعرق. بينما تقوم شبكة أخرى من الأعصاب، تسمى الجهاز العصبي نظير السمبثاوي، بإعادة الجسم إلى حالته الطبيعية.
ويعتقد العديد من الباحثين أن نوبة الهلع قد تحدث عندما لا يكون الدماغ قادرًا بشكل صحيح على إرسال الرسائل بين قشرة الفص الجبهي، والتي ترتبط بالمنطق والاستدلال، واللوزة، التي تحكم التنظيم العاطفي. وأثناء نوبة الهلع، تكون اللوزة شديدة النشاط، بينما تكون قشرة الفص الجبهي أقل استجابة، مما يتسبب بحدوث دوخة.
الأكثر عرضة للإصابة
يمكن أن يتعرض أي شخص لنوبة هلع. والنساء أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع من الرجال، لكن الباحثين لم يصلوا إلى سبب هذا التفاوت. ومع ذلك، فإن الخطر أعلى بالنسبة للمراهقين ومن هم في العشرينيات من العمر. وإذا لم تكن قد أصبت بنوبة هلع في سن 45، فمن غير المتوقع أن تتعرض لنوبة في وقت لاحق.
6 خطوات
إذا كنت تعاني من ألم في الصدر وضيق في التنفس، يجب عليك الذهاب إلى الطوارئ للتأكد من أنك تعاني بالفعل من نوبة هلع، وليس مشكلة في القلب. ولكن إذا كنت قد تعرضت من قبل لنوبات هلع، وأدركت أنك بدأت تعاني من نوبات أخرى، فإن هذه النصائح يمكن أن تساعد في تهدئتك:
1 – طمئن نفسك: ذكّر نفسك أنك نجوت من نوبات الهلع في الماضية.
2 – حدد سريعاً بمن تتصل: بمجرد التحدث إلى شخص لمساعدتك ووصف ما تمر به، يمكن أن يساعد في استقرار حالتك.
3 – عد الألوان: يوصي بعض المعالجين بهذا التمرين: عد الألوان من حولك وقم بتسميتها بصوت عالٍ، أو لاحظها فقط في ذهنك.
4 – خذ شيئًا باردًا: يمكن لتناول شيء بارد أن يساعدك في التركيز على الحاضر والتخفيف من الحرارة والتعرق.
5 – تنفس ببطء كالأطفال: يمكن لفرط التنفس، وهو سمة شائعة لنوبات الهلع، أن يجعلك تشعر بالدوار، لذا فإن التنفس البطيء يمكن أن يكون مفيدًا.
6 – تنفس من بطنك: يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء التنفس وتعميقه، مما يؤدي إلى إغراق الدماغ بالأكسجين وتحفيز الجهاز العصبي نظير السمبثاوي، وبالتالي انخفاض مستوى التوتر.
اترك تعليقاً